الرئيسية
\
المقالات
\

دليلك الشامل حول التجارة الإلكترونية في السعودية

بواسطة 
أحمد عبد الوهاب

التجارة الإلكترونية في السعودية أسلوب حياة بات يُفضله الكثير من العملاء عن طرق التسوق التقليدية. وخلال السنوات الماضية، استطاعت المملكة التقدم في هذا الاتجاه عن الكثير من دول العالم. 

وهذا ما يؤكده العديد من الخبراء، من بينهم مدير المعرض السعودي للتسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية صلاح العتيبي، الذي أوضح أن حجم التجارة الإلكترونية في المملكة وصل إلى قرابة 80 مليار ريال وفقًا لبيانات شهر مارس 2024. ما جعل قطاع التجارة الإلكترونية مزدهرًا باستثمارات الشركات والأفراد. 

وفي حقيقة الأمر، يرجع هذا النمو إلى تفضيلات 77% من سكان المملكة الذين يميلون إلى التسوق عبر الإنترنت؛ مما يُحفزّ الشركات على التنافس لجذب انتباه العملاء بمنتجاتهم ومحتواهم الرقميّ الغنيّ.  

وبسبب النمو المحلوظ في البنية الاقتصادية، بات من المهم على أصحاب المشاريع معرفة مفاهيم التجارة الإلكترونية وأهم الاتجاهات الحادثة في السعودية؛ حتى يضمنون بقاء شركاتهم على أرضٍ صلبة. وإن كنت مهتمًا بمعرفة تلك الأمور، أنصحك إذًا بمتابعة القراءة معي.. جاهز؟ 

ما هي التجارة الإلكترونية؟  

في دليلها الإرشادي للمتاجر الإلكترونية، تشير وزارة التجارة إلى هذا التعريف على أنه «نشاط ذو طابع اقتصادي يوفره موفر الخدمة والمستهلك، بصورةٍ كلية أو جزئية، عن طريق وسيلة إلكترونية. وذلك من أجل بيع منتجات أو تقديم خدمات أو الإعلان عنها أو تبادل البيانات الخاصة بها». 

ويُعبر الكاتب Dave Chaffey في كتابه E-Business and E-Commerce Management عن مفهوم التجارة الإلكترونية بقوله: «التجارة الإلكترونية تعني شراء وبيع السلع أو الخدمات باستخدام الإنترنت، ونقل الأموال والبيانات اللازمة لإتمام هذه العمليات الشرائية». 

وهذا هو التعريف المُتفق عليه من قِبل مؤلفي كتاب Introduction to E-commerce؛ إذ قالوا إن «التجارة الإلكترونية تُشير إلى عرض البضائع وبيعها للمستخدمين عبر الإنترنت». 

وبغض النظر عن التعريف الأكاديمي الذي ستتبعه، فمفهوم التجارة الإلكترونية منتشر حولنا في كل شيء تقريبًا. فكِّر معي في مواقع مثل نون ونمشي ومكتبة جرير وغيرها. تعرض هذه المواقع العديد من المنتجات -على اختلاف أنواعها- للجمهور المستهدف. ويبحث فيها العميل عن المنتج الذي يريده ويضيفه إلى سلة الشراء ليتلقاه في منزله في الوقت المُتفق عليه. 

ولكن إذا فكرت معي، ستجد أن مفهوم التجارة الإلكترونية في السعودية بما أوضحته بالأعلى يقتصر على نمط واحد فقط، على الرغم من وجود أنماطٍ متعددة لمفاهيم التجارة الإلكترونية. 

أنماط التجارة الإلكترونية في السعودية

في ورقته البحثية بعنوان التحليل العاملي لآراء رواد الأعمال حول تبني التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية، يُشير الدكتور عمرو بن سعيد آل مشيط إلى أن التجارة الإلكترونية ليست نمطًا واحدًا يقوم على أساس عرض الشركة لخدماتها أو منتجاتها إلى الجمهور، ومن ثم انتظار شراء العميل لهذه المنتجات. 

لأن هذا النمط يُقصد به التجارة الإلكترونية بين الشركات للأفراد Business to Consumer، في حين نجد 3 أنماط أخرى للتجارة الإلكترونية، وهي على النحو الآتي بيانه: 

  • التجارة الإلكترونية بين الشركات وبعضها Business to Business: يشير هذا المفهوم إلى التجارة التي تتم بين الشركات وبعضها؛ كأن تعرض شركة تسويق مجموعة من الأدوات التي تُسهِّل على الشركات الأخرى إدارة محتوياتها على مواقع التواصل الاجتماعي. 
  • التجارة الإلكترونية بين مستهلك ومستهلك Consumer to Consumer: من أشهر الأمثلة على ذلك، موقع حراج وبعض الأفراد الذين يستهدفون بيع منتجاتهم إلى أفراد آخرين على موقع دوبيزل (أوليكس). ويُقصَد بهذا النمط كل التعاملات التجارية الإلكترونية الحاصلة بين الأفراد أنفسهم. 
  • التجارة الإلكترونية بين المستهلك والشركات Consumer to Business: يرتبط هذا المفهوم بالتعاملات الإلكترونية التي يعرضها المستهلك على الشركات. في هذه الحالة، يُسمي الفرد سلعته أو خدمته ويعرضها على الشركات المهتمة بهذا النوع من الخدمات. فكر معي هنا في مواقع توظيف المستقلين، التي يعرض فيها أحد محترفي التسويق -على سبيل المثال- خدماته مقابل قيمة معينة، وعلى الشركات المهتمة باستقبال هذه الخدمة قبول عرض المستقل والتعاون معه. 

ما الوضع الحالي للتجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية؟ 

يُؤكِّد Dave Chaffey أن ظهور التجارة الإلكترونية أدى إلى تقليل الحواجز أمام دخول الشركات الجديدة للمنافسة بنسبةٍ كبيرة. وسمح ذلك الأمر لرواد الأعمال بالوصول إلى جمهورٍ عالمي بتكاليف منخفضة إلى حدٍ ما. ولا يختلف كلام Dave حينما ننظر إلى معطيات السوق السعودي في وقتنا الحالي.

وفيما يلي مجموعة من إحصاءات التجارة الإلكترونية في السعودية التي يهمك الاطلاع عليها: 

  • حققت سجلات التجارة الإلكترونية بالسعودية نموًا ملحوظًا بنسبة 17% خلال الربع الأول من عام 2024. 
  • وبحسب ما ذكرته وزارة التجارة بالمملكة، فإن عدد سجلات التجارة الإلكترونية بلغت 38.85 ألف سجل تجاري خلال الربع الأول من 2024، محققةً ارتفاعًا ملحوظًا (أكبر من 5 آلاف سجل تجاري مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي). 
  • وفقًا لأحد تقارير وزارة التجارة، فقد ارتفع عدد شركات التجارة الإلكترونية بنسبة 24% خلال الربع الرابع من عام 2023، مقارنةً بالفترة نفسها لعام 2022. 
  • 66 % من متسوقي المواقع الإلكترونية في السعودية يندرجون في الفئة العمرية بين 25 إلى 44 عامًا. 
  • أعلى 5 مناطق بناءً على سجلات التجارة الإلكترونية، هي: some text
    • الرياض 
    • مكة المكرمة 
    • الشرقية 
    • المدينة المنورة 
    • القصيم 
  • تحتل المملكة العربية السعودية المركز التاسع والعشرين في قائمة أكبر أسواق التجارة الإلكترونية عالميًا. ويُتَوَقع أن تحقق التجارة الإلكترونية في السعودية نموًا سنويًا مركبًا بنسبة 15% في خمس سنوات وفقًا لنشرة قطاع الأعمال من وزارة التجارة.
  • تأتي المملكة  في المرتبة الثامنة عالميًا ضمن أفضل 10 اقتصادات نامية في التجارة الإلكترونية وفق ما ذكره مؤشر الأمم المتحدة للتجارة التنمية UNCTAD. 
  • من المتوقع أن يصل حجم إيرادات التجارة الإلكترونية في المملكة إلى 260 مليار ريال بحلول عام 2025. 
  • وإذا قارنا أداء التجارة الإلكترونية في المملكة بدول المنطقة، سنجد أن السعودية تستحوذ على 45% من حجم التجارة الإلكترونية في العالم العربي. 
  • ويعتمد أكثر من نصف عدد المتسوقين في السعودية على محركات البحث في إيجاد المنتجات التي تناسبهم، عوضًا عن البحث المباشر عن المنتجات في مواقع التجارة الإلكترونية. 

وإذا نظرت معي إلى هذه البيانات، ستُدرك على الفور مدى النمو الحادث في سوق التجارة الإلكترونية في المملكة، وهذا يتوافق مع رؤية 2030. ولكن بالتفكير أيضًا على مستوى العالم، سترى أن المستقبل هو للتجارة الإلكترونية؛ إذ تشير الدرسات إلى اعتماد ما يقرب من 2 مليار نسمة على مواقع التجارة الإلكترونية لإيجاد المنتجات التي تُناسبهم.  

شروط التجارة الإلكترونية في السعودية

يُنظِّم قانون التجارة الإلكترونية الصادر في 2019 جميع أنشطة التجارة الإلكترونية في السعودية؛ إذ يُحدد الشروط الواجبة على كل نشاط تجاري ويُلزِم المسؤولين بمجموعة من المتطلبات التي تهدف إلى حماية حقوق المشاريع والعملاء. وفيما يلي بعض الشروط الأساسية التي يجب التأكد من جاهزيتها إذا فكرت في إنشاء نشاطٍ تجاري لشركتك: 

1. حجز اسم تجاري للنشاط الإلكترونيّ

من أهم شروط التجارة الإلكترونية في السعودية هو تسجيل علامتك التجارية؛ حتى تضمن حقوقك وتحفظ هوية مشروعك. أضف إلى ذلك، أن حجز الاسم التجاري يُميِّز هويتك ويحميها من السرقة أو التقليد. 

وفيما يلي مجموعة من الشروط الواجب وجودها في الاسم التجاري: 

  • تميز الاسم التجاري بألا يتطابق مع أي أسماء تجارية محجوزة مسبقًا في الوزارة. 
  • أن يكون الاسم عربيًا ويُرجى تجنب اختيار الأسماء ذات الدلالات غير الواضحة أو التي تشير إلى مدينة أو دولة غير عربية. 
  • ألا يحمل الاسم أي صبغات دينية أو ينطوي على أسماء محظورة.
  • عدم تضمين صفة النشاط التجاري في الاسم. على سبيل المثال، لنفترض هنا أنك تود إنشاء متجر إلكتروني متخصص في بيع الأثاث المنزلي العصريّ. في هذه الحالة، لا يُسمح لك بتسمية نشاطك باسم مؤسسة أصيل للأثاث المنزلي، أما اسم أصيل دون وصفٍ فهو مسموح. 

2. استخراج السجل التجاري 

من الضروري أن تسعى إلى استخراج سجل تجاري يضمن حقوقك وحقوق العملاء بما يتفق مع قوانين المملكة. ويمكنك استخراج السجل إلكترونيًا من خلال موقع وزارة التجارية السعودية. 

3.  إصدار الرخصة التجارية 

لكي تتمكن من بيع منتجاتك وعرضها بطريقةٍ قانونية، يجب عليك إصدار رخصة تجارية تُوضِّح استيفاءك للمتطلبات القانونية اللازمة عبر موقع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان. وإذا كنت تُفكر في إجراء تخفيضات على منتجات موقعك في المستقبل، أنصحك إذًا بإصدار ترخيص التخفيضات الذي يمنحك الحرية لإجراء أي عدد من التخفيضات على منتجات متجرك. 

ويُوضِّح الفيديو التالي من وزارة التجارة كيفية استخراج تراخيص التخفيضات خطوة بخطوة: 

4. قيد المتجر الإلكتروني في السجل التجاري

من الضروري إضافة متجرك الإلكترونيّ في السجل التجاري. لاحظ أن عدم إصدار قيدٍ لمتجرك يعني عدم التمكن من مزاولة الأعمال التجارية في المملكة. وبإمكانك قيد متجرك بكل سهولة بإضافة بياناته التفصيلية عبر موقع وزارة التجارة. 

5. توثيق متجرك 

تختص هذه الخطوة بتوثيق المتجر الإلكتروني إذا رغبت في إضفاء المصداقية عليه وزيادة ثقة العملاء به. وباستطاعتك طلب التوثيق من خلال المركز السعوديّ للأعمال، لكن ستحتاج إلى بعض الوثائق المهمة، مثل: 

  • وثيقة السجل التجاري أو العمل الحر 
  • حساب بنكي تجاري 
  • مشاركة بياناتك وهويتك الشخصية 
  • توصيف المتجر ورابطه واختصاصه 
  • أسماء المفوضين بتوقيع التوثيق
  • تراخيص الجهات المعنية بخدمات المتجر 

6. تفاصيل عقد البيع الإلكتروني 

من شروط التجارة الإلكترونية في السعودية توضيح تفاصيل العقد بين المتجر والمستهلك، ويشمل ذلك ما يأتي: 

  • اسم المتجر 
  • رؤية الشركة أو المؤسسة 
  • الموقع الجغرافي أو مقر العمل 
  • وصف المنتجات الأساسية وملحقاتها باللغة العربية الفصحى 
  • تفاصيل ضمان المنتجات
  • سياسات الاستبدال والاسترجاع 
  • تكلفة عمليات الشراء الإجمالية 
  • وسائل الدفع 
  • وسائل التوصيل وتفاصيله 
  • آليات استقبال شكاوى العملاء ومدة التعامل معها 
  • معلومات التواصل مع المتجر (أي الهاتف الجوال والبريد الإلكتروني.. إلخ) 

أساسيات إضافية لتجارة إلكترونية أكثر كفاءة 

وفيما يلي مجموعة من أساسيات شروط التجارة الإلكترونية في السعودية: 

  • يجب ضمان حماية بيانات الجمهور الذي سيستخدم متجرك الإلكتروني بتوفير نظامٍ آمنٍ وشامل يُحافظ على بيانات المستخدمين ويحمي خصوصيتهم 
  • ينبغي أن تُقرَّ بعدم استخدام بيانات العملاء أو توظيفها لأغراضٍ غير مصرح بها دون الحصول على موافقة العملاء وبخلاف الحالات المصرح بها بموجب القانون 
  • يتحتم عليك إبلاغ وزارة التجارة بأي عمليات اختراق أو سرقة لهذه البيانات في مدةٍ أقصاها 3 أيام 
  • يُوصى بتوفير حسابٍ مصرفي فعّال في أحد البنوك المرخصة 
  • يُفضل إضافة وسائل دفع متعددة وآمنة، ويجب عليك تضمين العملات المتاحة لاستقبال المدفوعات
  • ينبغي مشاركة شروط استخدام المتجر وسياساته مع الجمهور، وأن تظهر هذه السياسات بوضوحٍ تامٍ على متجرك ويتمكن المستخدمون من الوصول إليها دون عناء
  • يجب عليك الالتزام بتنظيمات المنافسة العادلة التي تنص على عدم التلاعب بالأسعار أو اتباع أي نوع من أنواع التسويق الإلكتروني غير المشروع أو احتكار السلع والبضائع
  • يتحتم عليك أيضًا دفع الضرائب المفروضة على أرباحك وإيراداتك ملتزمًا بمواعيد تقارير الضريبة الدورية 
  • يُشترط عليك أيضًا اتباع قواعد الإعلان والتسويق الإلكتروني في المملكة (أي التسويق الصادق وتقديم المعلومات الدقيقة عن منتجاتك وتجنب أي محاولات للغش أو الخداع)

مقال مرتبط: ما الفرق بين التسويق والإعلان وما دورهما في نجاح مؤسستك؟

ما الخطوات العملية لإنشاء متجر إلكتروني في السعودية؟ 

1. أجرِ بحوث السوق ودراسة الجدوى 

ربما بسبب الإحصاءات التي ذكرتها بالأعلى، ستكون متحمسًا إلى بدء نشاطك التجاري الرقمي فورًا. ولكن نصيحتي لك هنا أن تتريث قليلًا؛ لأن الدراسة المتمعنة لتفاصيل المشروع وجاهزية السوق لاستقباله هي كل شيء تقريبًا. وهذا ما يُؤكده المتخصصون الخبراء، من بينهم مؤلفو كتاب E-Commerce 2018: Business, Technology, Society؛ إذ قالوا: 

«تبدأ إستراتيجية التجارة الإلكترونية الناجحة بفهمٍ واضح للسوق المستهدف، ومن ثم تقديم عرض قوي للقيمة التي سيحصل عليها العملاء، وبذلك يمكنك تمييز مشروعك عن المنافسين». 

وهذه بعض النصائح السريعة لإجراء دراسة جدوى دقيقة: 

  • حَدِد نوع المنتجات أو الخدمات التي تهدف إلى مشاركتها مع الجمهور وبيعها 
  • اختر المنتجات التي تتوقع استقبال طلب كبير عليها وتتلاءم مع طبيعة الجمهور السعوديّ
  • انطلق في إنشاء تقرير أوليّ عن ميزانية المشروع المطلوبة وتكاليف التشغيل المتوقعة
  • ابحث عن احتياجات السوق وادرسها بعناية، حلل أيضًا بيانات المنافسين ونوعية المنتجات التي يُقدمونها وحاول أن تفهم كيفية تفاعل العملاء مع متاجرهم الإلكترونية
  • استعن بخبراء السوق واطلب منهم مساعدتك في فهم التحديات المتوقعة وفرص النمو 

بعد حصولك على هذه المعلومات والتأكد من توافق ميزانية النشاط التجاري الرقمي وأهدافه مع ميزانيتك المحددة وأهداف عملك، يمكنك التوجه إذًا إلى الخطوة التالية. 

2. راجع القانون والتنظيمات 

في كتابه E-Commerce and Information Technology in Hospitality and Tourism، يقول المؤلف Zongqing Zhou: «لقد أحدثت التجارة الإلكترونية ثورة في قطاع البيع بالتجزئة من خلال تمكين الشركات من العمل دون قيود الموقع الفعلي، مما أدى إلى زيادة المنافسة وتوفير مزيدٍ من الحرية للمستهلكين». 

ولكن هذه الحرية ليست بلا قيود فعلية؛ لأن هناك العديد من التنظيمات والقوانين الواجب اتباعها إذا كنت عازمًا على الوصول إلى نتائج مُرضية تحمي حقوقك وحقوق المستهكلين. لذلك، أنصحك هنا بمراجعة هذه القوانين من خلال الاطلاع على لوائح وزارة التجارة وتوصياتها، مثل: 

كما أُوصي أيضًا بمتابعة فيديوهات وزارة التجارة التي تُعرفك على حقوق المستهلكين وحقوق التجار. وبذلك، ستضمن الوصول إلى أدق المعلومات التي تحمي نشاطك التجاري وتُوفِّر لك المناخ المناسب لتعزيز نموه واستمراريته. 

لاحظ هنا أن إجراءات التجارة الإلكترونية في السعودية غير معقدة كما أوضحت بعض شروطها بالأعلى. لذا، كُن مطمئنًا ومتأكدًا من عدم استغراق هذه الخطوة وقتًا طويلًا، ولكن فهمها بعناية مهم جدًا للمحافظة على وقتك ومواردك ومجهوداتك فيما بعد. 

3. استخرج السجل التجاري 

تختص هذه الخطوة باستخراج السجل التجاري وما يرتبط به من وثائق وملفات مهمة تحمي حقوقك التجارية وتُؤهلك لممارسة نشاطك في المملكة. وفيما يلي بعض الخطوات السريعة التي تُمَكنك من إصدار سجل مشروعك: 

  • توجه إلى موقع وزارة التجارة،
  • سجل بياناتك عليه،
  • انتقل إلى خدمة استخراج السجل التجاري وحدد اسم نشاطك،
  • أَدِخل بعد ذلك البيانات المطلوبة، 
  • تأكد من صحة البيانات المُرفقة ودقتها، 
  • سَدد بعد ذلك رسوم السجل التجاري وعضوية الغرفة التجارية. 

4. سجل نشاطك التجاري الرقمي على منصة معروف 

ربما تسألني الآن: «ما الفائدة من التسجيل على منصة معروف».

والفكرة هنا من هذا التسجيل هو زيادة ثقة العملاء بنشاطك التجاري. ووفقًا للموقع الرسمي، تُسهِّل عليك الخدمة الوصول إلى العملاء المهتمين بخدماتك. لاحظ هنا أن تقييم العملاء وآرائهم عما تقدمه في معروف يُوضِّح جودة المنتجات ويُثبِّت مصداقيتك. وقد يكون هذا الأمر هو السبب الذي يُميزك عن المنافسين. 

وفيما يلي بعض الخطوات السريعة التي تحتاجها للتسجيل على معروف:

  • ادخل إلى منصة معروف،
  • أنشئ حسابك واملأ ما يُطلب منك من معلومات، 
  • انقر على خيار «نشاطي التجاري» بعد تسجيل دخولك، 
  • اضغط بعد ذلك على خيار «إضافة عمل»، ثم املأ البيانات المطلوبة وأَكِّد اختيارك.

5. أنشئ متجرك بطريقة احترافية تناسب الجمهور 

واجه رائد الأعمال «عمر سدودي» العديد من التحديات في بدايات تعامله مع التجارة الإلكترونية، ولكنه تمكن من مواجهة هذه التحديات عبر خطوات ثابتة مهمتها دراسة احتياجات العملاء والتعامل معها بفاعلية، وذلك بهدف ترسيخ علاقته مع الجمهور وكسب ثقته. يقول عمر في هذا الصدد: «كانت علاقة العملاء وطيدة بنا على الإنترنت؛ أي على الموقع الإلكتروني وعلى يوتيوب وفيسبوك.. إلخ». 

ويُلخص عمر أسباب هذه العلاقة الوطيدة باعتناءه الشديد بــ خدمة العملاء ؛ إذ أرسل في الأشهر الأولى من بدء نشاطه رسالة شخصية لتهنئة العميل مع كل طلب يتم توصيله. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل هدف إلى توعية العملاء عن عمليات الشحن واحتماليات التأخير. وأوصى عمر فريقه بمتابعة طلبات العملاء حتى بعد إجراء عمليات الشراء. 

إذ يُوضِّح كتاب ستارت أب عربية تفاصيل ذلك بقوله: «كنا نتصل أيضًا بالعميل بعد إجراء عملية الشراء للمتابعة؛ لذا كل أسبوع كنا نتأخر قليلًا في العمل، حيث نطلب البيتزا للجميع ونجري بعض المكالمات للعملاء الجُدد. بعد ذلك، كان العملاء يعاودون الاتصال بنا قائلين أشياء من قبيل: «لقد اتصلتم بي، لكنني كنت مشغولًا؛ لذا كان يمكنكم إرسال رسالة بريدٍ إلكتروني»، وهكذا تعلمنا نحن أيضًا أمورًا كثيرة». 

نصائح سريعة لإعداد متجر إلكتروني متميز

والهدف من ذِكر هذه التفاصيل هو إيضاح أهمية فهم تطلعات العملاء وتوقعاتهم عن متجرك خلال فترة الإعداد والتصميم ونشر المنتجات وتوزيعها؛ أي خلال جميع المراحل التي تتعامل فيها مع الجمهور. لذلك، إن كنت عازمًا على تمييز متجرك، يجب أن تهتم بالأمور التالية: 

  • سرعة المتجر
  • انسيابية التصميم
  • جودة المنتجات المقدمة
  • احترافية خدمة العملاء 
  • وجود دعم فني متفاعل واحترافي
  • التواصل البناء والمتابعة المستمرة مع العملاء
  • الاستعانة بألوان مميزة تُعبِّر عن هويتك البصرية 

إضافةً إلى: 

  • كتابة تفاصيل كافية ودقيقة عن منتجات متجرك أو خدماته
  • إرفاق صور أو فيديوهات عالية الجودة تُوضِّح منتجاتك
  • تسعير المنتجات بما يتناغم مع توقعات العملاء وتطلعاتهم
  • الاهتمام بسهولة وصول العميل إلى المنتجات ومساعدته على البحث عنها 
  • توفير طرق متنوعة للدفع (أنصحك هنا بدمج أحدث الطرق التي يفضلها العملاء)
  • إسناد مهمة شحن المنتجات إلى شركات احترافية تحفظ منتجاتك وتلتزم بمواعيد التوصيل

في نهاية هذه الفقرة، لا تنسَ الاهتمام بانسيابية متجرك الإلكترونيّ على الجوالات؛ فعددٌ كبيرٌ من المستخدمين يعتمدون على هواتفهم الجوالة في التعرف على منتجات المتاجر الإلكترونية. يشير مؤلفون كتاب Electronic Commerce: A Managerial Perspective إلى هذا الصدد:

 «إن ضمان تهيئة المواقع الإلكترونية للأجهزة المحمولة وجعل تصميم الموقع سريع التجاوب معها أمرٌ بالغ الأهمية، إذ إن جزءًا كبيرًا من حركة التجارة الإلكترونية يأتي الآن من الأجهزة المحمولة». 

مقالات مرتبطة: 

ما التحديات التي تواجهها التجارة الإلكترونية في السعودية؟

تُواجه الشركات السعودية العديد من التحديات حينما تُقرر الانتقال من بيع منتجاتها على أرض الواقع إلى الفضاء الإلكترونيّ الواسع. وفيما يلي مجموعة من أهم التحديات التي تواجهها التجارة الإلكترونية في السعودية مع بعض النصائح السريعة للتغلب عليها.. 

  1. تحديات متعلقة بتسليم المنتجات وتوزيعها: قد لا تتوفر لبعض المناطق النائية أو الريفية رفاهية التمتع بمزايا التجارة الإلكترونية بسبب ضعف شبكة الطرق أو عدم وجود بنية تحتية لوجستية متطورة بما يكفي لدعم توزيع الطلبات السريع والفعّال. قد ينتج عن هذه الأمور تأخير في مواعيد التسليم، وبالتالي إضعاف ثقة العملاء بجودة الخدمة المُقدمة.  
  1. تحديات مرتبطة بالدفع الإلكترونيّ: على الرغم من زيادة إقبال المستخدمين على عمليات الشراء الإلكترونيّ، إلا أن نسبة لا يُستهان بها من العملاء المستهدفين يُفضلون الدفع النقديّ عند الاستلام؛ تخوفًا من مشكلات مُتعلقة بأمان بياناتهم أو جودة المنتج أو صلاحيته. ويتخوف الكثير من العملاء من محاولات الاحتيال الإلكتروني التي قد ينتج عنها اختراق بياناتهم. 
  1. تحديات تتعلق بثقافة العملاء وآرائهم عن التجارة الإلكترونية: بسبب ما سبق ذكره، قد يلجأ العديد من العملاء إلى التسوق التقليدي عوضًا عن الاستعانة بالمتاجر الإلكترونية. أضف إلى ذلك، أن تجربة العملاء السلبية قد تُؤخرهم أو تمنعهم عن تكرار الشراء من أي متجر إلكتروني، وسيتحتم عليك بذل مزيدٍ من المجهود لإقناع العملاء باختلاف متجرك عن المتاجر التي زودتهم بتجربة سلبية. 
  1. تحديات مرتبطة بالسوق وتنافسيته: بسبب سياسات المملكة التي تُشجع الأفراد والشركات والمستثمرين على التحول الرقمي، دخل عددٌ كبيرٌ من الأشخاص في سلم المنافسة في مختلف المجالات. يؤدي هذا التنافس المحتدم إلى صعوبة في استقطاب العملاء المستهدفين؛ مما يدفع الشركات إلى تحسين جودتها باستمرار وتقليل أسعارها وتغيير خطط مبيعاتها بصفةٍ دورية.  
  1. تحديات متعلقة بموارد الشركة المادية: تحتاج الشركات السعودية إلى تطوير متاجرها بواجهةٍ حديثة وبتصاميمٍ عصرية تُناسب تفضيلات العملاء وتوقعاتهم، إلى جانب إنشاء حملات إعلانية من حينٍ لآخر. ولا يجب أن ننسى هنا التحديات المرتبطة بدعم العملاء وخدمتهم.
  1. تحديات التجارة الإلكترونية فيما يتعلق بالموارد البشرية: تُواجه الشركات عقبات كبيرة في استقطاب كفاءات التجارة الإلكترونية الذين يفهمون احتياجاتهم ويتمكنون من تعزيز جودة الخدمات المقدمة بما يتناغم مع سياسات المملكة ورؤيتها. وقد ينتج عن ذلك توظيف أشخاص غير مناسبين يؤثرون على سمعة العلامة التجارية ومصداقيتها أمام الجمهور. 

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. 

كيف يمكن للشركات السعودية مواجهة تحديات التجارة الإلكترونية؟ 

يُوضِّح كتيب صندوق النقد العربي التعريفي عن التجارة الإلكترونية أنه على الرغم من صعوبة هذه التحديات، إلا أن هناك فرص كثيرة للشركات في جذب العملاء وتعزيز إيراداتها وأرباحها، ولكن يُشترط لتحقيق ذلك العمل باستمرار على تحسين القدرات التنافسية وتلبية تطلعات العملاء بطريقةٍ عملية وفعالة. 

وهذه بعض النصائح التي يمكنك اتباعها للتغلب على هذه التحديات: 

  • ابحث عن المنتج المناسب فعلًا لعملائك. ولا تدخل إلى سوق التجارة الإلكترونية في السعودية بطموحٍ كبيرٍ يجعلك تنافس دفعة واحدة الشركات العملاقة في المنطقة. 
  • اجذب العملاء المهتمين بخدماتك عن طريق تحديد شخصياتهم وطموحاتهم ومخاوفهم. اتبع بعد ذلك إستراتيجيات التسويق الفعالة لزيادة الوعي بعلامتك التجارية وتحفيز العملاء على تجربة متجرك. 
  • تواصل مع العملاء باستمرار وشجعهم على مشاركة آرائهم في خدماتك الإلكترونية. 
  • اسمح لفريقك بتجربة أفكار متنوعة وكن متسامحًا مع الأخطاء غير المقصودة، خاصةً في بداية ظهور متجرك، لأن هذا هو الوقت الأنسب للتجربة والتعلم. 

تقول في هذا الصدد رائدة الأعمال منى عطايا: «ينبغي أن يكون رائد الأعمال شغوفًا برؤيته ولديه خطة مدروسة بوضوح يهم بتنفيذها بسرعة. إننا نمنح فريق عملنا الحرية الكاملة لتنفيذ أفكارهم، فأقول لهم: «لا تترددوا في تنفيذ أفكاركم؛ فإذ فشلتم، فسرعان ما تعلموا من ذلك الفشل، ثم تُصححوا الأخطاء التي أدت إليه. لكن لا تستسلموا للفشل والنحيب». 

وإلى جانب هذه الخطوات، يظل توظيف ذوي المهارات هو العامل الأكثر أهمية في نجاح متجرك الإلكترونيّ. لذا من الضروري معرفة المهارات التي تحتاجها في متجرك وكيفية استقطابهم في وقتٍ قياسي يحفظ طاقتك ومواردك. وفيما يلي تفاصيل ذلك.. 

ما مجالات الخبرة التي تحتاجها في التجارة الإلكترونية وكيف تُوظفها؟ 

تختلف احتياجات كل متجر إلكتروني عن الآخر اعتمادًا على حجمه ومجاله ومدى خبرة المسؤولين عنه. ولكن بصورةٍ عامة، يمكننا النظر إلى المجالات التالية كنموذج استرشادي: 

لاحظ هنا أن ما ذكرته يُعد الاحتياجات الأساسية فقط، وهناك الكثير من الاحتياجات الفرعية التي تندرج تحت كل قسمٍ مذكور. لذلك، من الضروري أن تُحدد احتياجات عملك وميزانيتك وتوقعك لشكل المتجر النهائي، وسيسهل عليك بعد ذلك استقطاب الكفاءات السعودية التي تُريدها. 

كيف تُوظِّف تلك الكفاءات؟ 

عمليات التوظيف التقليدية معقدة وتستغرق وقتًا كبيرًا ومجهودًا مضاعفًا. تخيل معي أنك بصدد إنشاء متجر إلكتروني من الصفر. في هذه الحالة، أنت بحاجةٍ إلى فريقٍ متكامل يضم واحدًا على الأقل من هذه المهارات: التصميم والبرمجة والكتابة والتسويق والمبيعات وخدمة العملاء.

 وإذا نظرت معي، ستُدرك أنه بمجرد نشر إعلانك على أي منصة توظيفٍ تقليدية، ستجد عشرات -إن لم يكن مئات- المتقدمين الذين يتنافسون على مقاعدٍ محدودة. ويتحتم عليك دراسة تفاصيل عروضهم وسيرهم الذاتية والاطلاع على خبراتهم والتأكد منها، ومن ثم إجراء العديد من المقابلات الشخصية مع المرشحين لانتقاء أفضلهم. 

ولا تتوقف المتاعب عند هذا الحد، بل ستجد نفسك غارقًا فيما بعد في مفاوضات بشأن الراتب وعدد ساعات العمل والامتيازات الأخرى. ولكن بعد كل هذا المجهود، لا تُوجد طريقة فعالة تضمن لك اختيار الموظف الأنسب! 

وهنا يجب التفكير في طريقة توظيف غير تقليدية تُسرع من تلك العمليات وتساعدك فعلًا على انتقاء الكفاءات المناسبة. لذلك، دعني أُقدِّم لك منصة التوظيف الذكية سكيلرز التي تُهيئ لك مزايا عديدة من شأنها مساندتك في العثور على ذوي المهارات السعوديين الذين يفهمون ثقافة التجارة الإلكترونية في السعودية ومبادئها، وبما يتوافق أيضًا مع تطلعات مشروعك وميزانيتك. 

وتساعدك سكيلرز على استقطاب الكفاءات وتسريع عمليات التوظيف من خلال: 

  • الاطلاع على ملفات المرشحين بطريقة سلسة وبالتركيز على أهم المعايير التي تحتاجها.
  • بإمكانك تصفية المرشحين والمقارنة فيما بينهم استنادًا إلى متطلباتك وأولوياتك. 
  • يساعدك فريق سكيلرز على التواصل مع المتقدمين والتفاوض معهم؛ مما يحفظ طاقتك ويُوفِّر لك الوقت للتركيز على المهام الأكثر أهمية.
  • لاحظ هنا أن المنصة تُرشح لك الموظفين المثاليين الذين يتوافقون مع الخبرة المطلوبة والميزانية المُحددة. وكل هذه المزايا وأكثر من مكانٍ واحد فقط. 

وبذلك، ستتمكن من تعيين الموظفين الذين يفهمون أساسيات التجارة الإلكترونية واتجاهاتها. تعرّف أكثر على مزايا سكيلرز الآن وانضم للشركات السعودية الأسرع نموًا في المنطقة.  

في نهاية هذه الفقرة، دعني أُذكرك بما قالته Erika Andersen في كتابها المميز Growing Great Employees: «من الضروري توظيف الأشخاص المناسبين لرؤيتك ومؤسستك وللوظيفة نفسها. استمع إليهم وحاول أن تتحدى افتراضاتك المسبقة عنهم. تعامل معهم كأفرادٍ لتتمكن من الاتفاق معهم على رؤى واضحة. ولا تنسَ تقديم تغذية راجعة متوازنة وتفويض المهام بطريقة مناسبة، وذلك بهدف تطورهم وتدريبهم في المجالات التي يهتمون بها ويتمكنون من العمل فيها». 

 خلاصة التجارة الإلكترونية في السعودية

إذا أردت النجاح في عالم التجارة الإلكترونية اليوم، ينبغي عليك إذًا أن تضع المصداقية عنوانًا وخدمة العميل شعارًا والتميز هدفًا. وبتلك الأمور، ستتمكن من كسب ثقة الجمهور المستهدف وتوفير أفضل المنتجات التي تناسب احتياجاتهم. وإذا كنت مُترددًا في أي وقت خلال نشاطك الرقمي، اسأل نفسك: ما الذي قد يفصل نشاطك ويُميزه عن المنافسين؟ ما الفرصة المتاحة هنا؟ وكيف يمكن أن أجعل حياة العملاء أسهل؟

اقضِ بعض الوقت في التفكير في تلك الأسئلة ولا تتعجل النتائج. المهم أن تثق بقدراتك وتُوظِّف الأشخاص المناسبين المستعدين لمساعدة العميل وإيصال صوتك إليه بطريقة احترافية.  وبذلك، تتحقق شروط التجارة الإلكترونية في السعودية ومبادئها اللازمة للنجاح والتكيف.