استقطاب مهارات إدارة حسابات السوشيال ميديا في شركتك أمر ضروري إذا كنت عازمًا على التواصل الفعّال مع جمهورك وتعزيز نمو علامتك التجارية. يكفي أن نعرف هنا أن عدد الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة يتجاوز 35 مليون شخص، ويُشكِّل هذا الرقم ما نسبته 94.3% من إجمالي عدد السكان!
أي أنك إذا استطعت جذب خبير في إدارة حسابات السوشيال ميديا، ستتمكن من الوصول إلى جمهورٍ أكبر يُمكن أن يُحقق لك النمو والأرباح التي تأملها؛ فهو يساعدك على الانتشار ووصول منتجاتك وقيمك إلى مختلف العملاء المستهدفين.
لكن السؤال هنا: ما الطريقة العملية التي يمكن الاعتماد عليها لاستقطاب مختصي السوشيال ميديا المحترفين؟ وكيف تضمن كفاءتهم؟ إجابات هذه الأسئلة وأكثر، ستجدها معي في الأسطر القادمة. لذلك، اقرأ الفقرات التالية بعناية.
لكن أولًا ما الذي نقصده بإدارة حسابات مواقع التواصل؟
يقوم مختص السوشيال ميديا أو أخصائي السوشيال ميديا بالعديد من المهام المتعلقة بإدارة حساباتك والتسويق لها بطرقٍ احترافية تساهم في استهداف العملاء والوصول إلى شريحة أكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تشمل هذه المهام ما يأتي:
والغرض الأساسي من هذه المهام هو تقوية حسابات السوشيال ميديا وتعزيز علامتك التجارية؛ حتى يألفها الجمهور وتزداد ثقته بها. والسؤال هنا: كيف تستقطب مَن يحققون لك هذه المهام فعلًا؟
أصبح سوق العمل في وقتنا الحالي أكثر تعقيدًا مما مضى، فقد أثرت جائحة كورونا على تفكير العديد من الموظفين وصناع القرار في الشركات على حدٍ سواء؛ فمن ناحية، يرغب الموظف في بيئة عمل آمنة تُحقق له التطور الشخصي والوظيفي دون أن تؤثر سلبيًا على نمط حياته وتُجهده بأمورٍ لا طائل منها.
ومن الناحية الأخرى، يرغب صناع القرار في استقطاب كفاءات متناسبة مع احتياجاتهم الوظيفية في وقتٍ قياسي يحافظ على جهودهم ومواردهم. وبالنظر إلى تلك المعطيات، ستتضح أهمية تغيير إستراتيجيات التوظيف التقليدية؛ لكي تتمكن من جذب مهارات إدارة حسابات السوشيال ميديا التي تتوافق مع ثقافة شركتك، ولكي تنجح أيضًا في الاحتفاظ بها لمدةٍ أطول.
لذلك نصيحتي لك هنا حتى تجذب المؤهلين هي أن تفهم أولًا ما التغيرات الحاصلة في سوق العمل الحالي؟ ضع نفسك مكان الموظف وافهم الأسباب التي تدفعه إلى تفضيل وظيفة عن الأخرى. ولاحظ أن التسرع في توظيف أشخاص لا يملكون مهارات كافية لإدارة حساباتك على السوشيال ميديا، سيُؤثر سلبًا على مواردك المتاحة وإنتاجية شركتك، وسيضر فعليًا بسمعة علامتك التجارية وثقة العملاء بها.
ستجد أن الكثير من النصائح التالية تتعلق بطريقة إدارتك للشركة وتعاملك مع الموظفين الحاليين؛ لأنني أؤمن إيمانًا تامًا بأن جذب الأشخاص المحترفين -سواء أكانوا مسؤولين عن إدارة حسابات السوشيال ميديا أو تطوير الأعمال أو زيادة المبيعات أو غيرها من الفِرق- يبدأ من الداخل.
وبيان ذلك فيما يأتي..
تضم الشبكات الاجتماعية مليارات الأشخاص من مختلفي دول العالم، لذلك من المنطقي الاستفادة من هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة في التواصل مع متخصصي إدارة حسابات السوشيال ميديا المحتملين.
لذا، أنصحك هنا بإنشاء حسابات على هذه المواقع، حتى وإن كانت شركة متخصصة في التجارة بين الشركات B2B؛ إذ تتيح لك مواقع مثل LinkedIn وX وFacebook وغيرها التواصل مع خبراء السوشيال ميديا ومعرفة اهتماماتهم وإظهار قيمك وإنجازاتك لهم. وستجذب هذه السلوكيات خبراء مواقع التواصل الاجتماعي المهتمين بالعمل معك.
وبهذه الخطوات، سيشعر المتلقون بأنك تُقدر فريق العمل فعلًا وتشاركهم نجاحاتهم، وسيود الأشخاص المحترفون العمل معك أيضًا؛ لأنهم يثقون بعلامتك التجارية ويُحبون ما تقوم به.
يبحث الخبراء عن وظيفة توفر لهم تعويضات كافية ورواتب متناسبة مع مستوى خبراتهم وكفاءتهم. ولكن لا يقتصر الأمر على توفير راتب عادل فقط، بل يجب عليك بناء سمعة لشركتك كمؤسسة ملتزمة بدفع رواتب موظفيها في مواعيدها المستحقة.
إذ يُعاني الكثير من مسؤولي إدارة حسابات السوشيال ميديا من تأخر تلقي رواتبهم لفترات طويلة؛ مما يدفعهم للبحث عن شركة أكثر التزامًا، وهنا فرصة عظيمة لك لاستقطاب هذه كفاءات.
«مع الأسف، قصص تأخر رواتب الموظفين حتى ستة أشهر شائعة، لا سیَّما في الشركات التي تعتمد على عددٍ كبير من العمالة. والعذر المعتاد هو تأخر السداد من الجهات المتعاقدة» يقول خالد سليماني في كتابه 84 نصيحة عملية للشركات الناشئة.
ويوضح خالد في الأسطر التالية من كتابه كيف يُضعف هذا التأخير من إنتاجية الموظف، وقد يدفعه إلى التوقف عن العمل ومغادرة الشركة. إضافةً إلى ذلك، فهو يضر بسمعة المؤسسة ويُفقدها المصداقية، مما يمنعها من الحصول على مشاريع حكومية أو توظيف الخبراء المحترفين الذين يُقدرون الالتزام.
ولكن كيف تختار رواتب مناسبة لخبراء السوشيال ميديا؟
الاهتمام بتحديد راتب منصف مهم، ولكنه لا يُعد العامل الوحيد الذي يُظهر جديتك في تعويض الموظفين بصورة كافية؛ فوفقًا لإحدى الدراسات، أقر ما يقرب من 79% من الموظفين بأنهم يُفضلون حصولهم على مزايا إضافية عوضًا عن زيادة الراتب، مثل:
وإذا لم تكن على يقينٍ من الفوائد التي ينبغي عليك عرضها حتى تجذب بها متخصصي إدارة السوشيال ميديا، فأنسب وسيلة لتعرف هي أن تسأل. لذا، توجّه إلى الموظفين الحاليين واسألهم عن الامتيازات التي يرونها أكثر قيمة ومردودًا.
لا تنسَ أن تُجري مقابلات شخصية مع الموظفين الذين يُقررون ترك العمل معك. وليس الهدف من هذه المقابلات هو تشجيعهم على البقاء في شركتك، بل أظهر امتنانك لما بذلوه من جهدٍ معك واسألهم عن سبب المغادرة. سَجِّل بعد ذلك آرائهم وما أوضحوه من تحديات قابلتهم في بيئة العمل معك.
تساعدك هذه التغذية الراجعة على معرفة ظروف العمل في شركتك بصورة أفضل، وستوضح لك نقاط الضعف التي قابلها أخصائي السوشيال ميديا؛ فقد تكون ميزانيتك للإعلانات ضعيفة أو لا توفر له دورات تدريبية كافية أو غيرها من الأسباب التي لن تعرفها إلا بالسؤال المباشر عنها.
ختامًا لهذه الفقرة، دعني أؤكد على أن كل موظف يرغب في الشعور بالانتماء والاهتمام، ووسيلتك لإظهار ذلك الاهتمام هي بتقديم راتب منصف ومزايا مُرضيّة. ومع أن الشركات الناشئة قد لا يتاح لها القيام بكل هذه التعويضات الشاملة مثلما تفعل الشركات الكبرى، إلا أن التفكير في مزايا ذات تكلفة معقولة أمر ضروري لجذب خبراء إدارة السوشيال ميديا.
بدلاً من التوجه إلى عمليات التوظيف التقليدية والمعقدة التي تتطلب منك قضاء عشرات الساعات في مفاضلة الملفات ونماذج الأعمال، يمكنك التعاون مع الشركات المتخصصة في تدريب مهارات إدارة السوشيال ميديا؛ إذ ستجد في هذه الدورات أفرادًا متحفزين للعمل ومهتمين بصقل مهاراتهم وتحسينها، وبالتالي يمكنك دعوتهم إلى مؤسستك.
وإذا تمكنت من الترويج إلى شركتك كمكان استثنائي لكفاءات السوشيال ميديا، سيسهل عليك جذب الأفراد المتحمسين والشغوفين بمجال عملك في وقتٍ قياسي. ولن تُقدم لك هذه الشراكة المواهب المثالية فقط، بل ستتيح لك أيضًا متابعة أداء كل متدرب وتقييمه تقييمًا شاملًا؛ مما يُسَهِّل عليك اتخاذ القرارات الصائبة واختيار الشخص المناسب.
وهذا ما نسعى إلى تحقيقه في منصة سكيلرز؛ إذ نُوفر للباحثين عن عملٍ معسكرات تدريبية وفرص توظيف متميزة تعتمد على مؤهلاتهم واحتياجاتهم، لأننا نسعى إلى سد الفجوات بين الوظائف المتاحة والمهارات المطلوب وجودها في المترشحين. وبذلك سيضمن أصحاب الشركات حصولهم على أقوى الكفاءات السعودية.
«الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة على اكتساب معرفة جديدة باستمرار ويستطيعون تطبيقها في أعمالهم هم الدافع الحقيقي لتقدم مجتمعنا في هذا المستقبل غير الواضح». هذا ما يقوله المؤلف Brian Tracy عن أهمية تطوير المهارات في عالم الأعمال.
وإذا كنت عازمًا على جذب متخصصي إدارة حسابات السوشيال ميديا المحترفين، أظهِر لهم تميزك عن الشركات المنافسة وأشعرهم بأن شركتك هي مكانهم المثالي إذا كانوا يرغبون في الحصول على فرص حقيقية لتطور مهني يؤهلهم للارتقاء في بيئة عملنا سريعة التغير.
وهذا ما يؤكده أيضًا خالد سليماني ناصحًا مسؤولي الشركات بلهجة ساخرة: «استثمر في موظفيك؛ فالأموال التي توفِّرها باستخدام موظفين غير فاعلين ستضيع على عملٍ يفقتر تمامًا إلى الكفاءة، وربما على فواتير علاجك الطبية».
لذا، نصيحتي هنا أن تجعل فرص التطور الوظيفي جزءًا رئيسيًا من ثقافة شركتك، واسعَ إلى وضع خطة واضحة لتدريب الموظفين الجدد والقدامى على حدٍ سواء. وضّح أيضًا في عروضك الوظيفية مسار التطور في مؤسستك والترقيات التي تُوفرها للمحترفين.
إذا لم تكن متأكدًا من نوعية الدورات التي سيُفضلها متخصصو مواقع التواصل الاجتماعي الجدد، يمكنك إذًا استشارة فريقك الحالي وحثهم على اقتراح مجموعة من الدورات التدريبية التي احتاجوها في مسارهم الوظيفي.
ولكن بصورة عامة، من المهم أن تُحفزّ كفاءات السوشيال ميديا التي تريدها بالدورات الآتية:
ولا تكتفِ فقط بالدورات الفنية، بل وفّر أيضًا دورات متنوعة تُعزز من المهارات الناعمة، مثل:
ومن خلال تطوير المهارات الفنية والناعمة التي يحتاجها فريقك، ستوفر لهم دعمًا في رحلتهم نحو النمو الشخصي والمهني المأمول؛ وهذا سينعكس إيجابيًا على أدائهم وتحقيقهم للأهداف المطلوبة، وبالتالي ستساهم في تعزيز تقدم شركتك.
فائدة أخرى لهذه الإستراتيجية تنبع من شعور الموظفين الحاليين بالامتنان للتقدير الذي تظهره لهم شركتك؛ مما يُحفزهم على تعزيز صورتها الإيجابية ونشرها للآخرين، وسيكونون بمثابة سفراء لعروضك الوظيفية والترويج إليها على أنها فرصة ممتازة للمرشحين الخبراء، مما يُمَكِنك من جذب كل مهارات إدارة حسابات السوشيال ميديا التي تحتاجها.
لا تقتصر ثقافة شركتك على الرواتب المرتفعة أو تقديمك لوجباتٍ مجانية للموظفين، بل تمتد ثقافة العمل إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، إنها طريقة تفكير وخطوات منتظمة تتبعها يوميًا لتوفير بيئة رحبة تحافظ على رضا الموظفين الحاليين وتجذب أفضل المواهب.
وفقًا لاستطلاع أجرته شركة Deloitte المتخصصة في الاستشارات المالية، فإن ما يقرب من 94% من المديرين التنفيذيين و88% من الموظفين يتفقون على أن وجود ثقافة مميزة في بيئة العمل أمرٌ أساسي لنجاح الأعمال. ويرى 45% من مديري عينة الاستطلاع أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر إيجابيًا على ثقافة المؤسسة.
تُبيِّن هذه الأرقام أن ثقافة العمل ضرورية إذا أردت جذب الخبراء على اختلاف مجالاتهم بما في ذلك خبراء إدارة حسابات السوشيال ميديا؛ إذ تُشكِّل ثقافة العمل معيارًا أساسيًا في عملية التقديم.
تُوضح الأبحاث أن قرابة 77% من الباحثين عن عملٍ يضعون ثقافة الشركة في اعتبارهم قبل التقدم إلى الوظائف المتاحة، ويتحرى 79% من المترشحين من قِيم الشركة والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها قبل اتخاذ القرار النهائي بالترشح.
على الرغم من كون النسب السابقة لا تشير إلى السوق السعودي بصفة خاصة، لكنها تعطينا دلالات على أهمية خلق ثقافة عمل في أي مؤسسة تسعى إلى تمييز منتجاتها واستقطاب المحترفين إليها.
ولكن تغفل شركات كثيرة عن هذا الأمر؛ فما يقرب من 45% من العاملين في المملكة يعملون لأكثر من 40 ساعة أسبوعيًا، ودُرِّب أقل من نصف العاملين (46.6%) على إجراءات الصحة والسلامة وفقًا لأحد تقارير الهيئة العامة للإحصاء.
ما يعني أن الكثير من الشركات تفتقر إلى ثقافة العمل الأساسية المتعلقة بساعات العمل وسلامة الموظفين. وتُثير هذه العوامل مخاوف الموظفين المحتملين وتجعلهم يترددون في التقدم للعمل في تلك الشركات. وبالتالي، ستجد هذه المؤسسات صعوبة بالغة في استقطاب مختصي إدارة حسابات السوشيال ميديا الذين يُطورن أعمالهم.
تختلف أهداف المقابلات الشخصية باختلاف الشركات وثقافتها، ولكن بصورة عامة يمكننا الاتفاق على أن المقابلات الشخصية فرصة ممتازة لتضييق نطاق المرشحين وقياس مدى توافقهم مع أهداف شركتك وقِيمها. لذلك، أنصحك هنا بطرح أسئلة دقيقة خلال هذه المقابلات لاختبار الذكاء العاطفي للمتقدمين وتقييم انسجامهم مع ثقافة شركتك.
وفيما يلي مجموعة من الأسئلة التي يمكنك الاستفادة بها:
تُسهم الخطوات السابقة في مواجهة التحديات التي تقابلها الشركات خلال محاولاتهم جذب الموظفين الأكفاء. ولكن كما أوضحت بالأعلى، من المهم ألا يمنعك التفكير في استقطاب المحترفين عن بناء بيئة عمل إيجابية تحمي الموظفين الحاليين وتُطور من مهاراتهم؛ إذ تُعد ترشيحات فريقك عاملًا أساسيًا يساعدك على جذب ذوي المهارات الذين يطمئنون بتجارب زملائهم داخل شركتك.
ويمكنك عمل ذلك من خلال:
وبذلك ستتمكن من إظهار شركتك بصورة جذابة لخبراء إدارة حسابات السوشيال ميديا، وسينضم إليك كل مَن يريد العمل في بيئة مرحبة وداعمة.