الرئيسية
\
المقالات
\

ما الفرق بين التسويق والإعلان وما دورهما في نجاح مؤسستك؟

بواسطة 
أحمد عبد الوهاب

فَهم الفرق بين التسويق والإعلان أمرٌ بالغ الأهمية لأي صاحب شركة يسعى إلى زيادة الوعي بعلامته التجارية وجذب المزيد من العملاء المهتمين بخدماته، خصوصًا في هذا الوقت الذي يتزايد فيه اعتمادنا على التطبيقات والبرامج الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. 

فوفقًا لأحد الاستبيانات المنشورة على موقع Statista، يتجاوز متوسط الاستخدام اليومي للإنترنت في المملكة سبع ساعات، وهذا تبعًا لإحصاءات الربع الثالث من عام 2023. وإذا نظرت معي إلى هذه المنصات، بل وحتى إلى العديد من المناطق الحيوية على أرض الواقع، ستجد أن التسويق والإعلان موجودان حولنا في كل مكان، مثل: 

  • اللوحات الإعلانية في الشوارع والميادين 
  • الحملات الإعلانية على التلفاز 
  • التسويق الرقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي 
  • التسويق عبر المواقع الإلكترونية وغيرها الكثير 

ويرجع ذلك الاهتمام الملفت إلى قدرة خطط التسويق والجهود الإعلانية على تعزيز نجاح الشركات باختلاف أحجامها ومجالاتها. ومع أن مصطلحي التسويق والإعلان قد يُستخدمان في بعض الأحيان كأنهما مترادفان؛ غير أن هناك اختلافات بَيّنة بينهما يمكن تبسيطها بما يأتي.. 

الفرق بين التسويق والإعلان 

التسويق هو عملية مستمرة تُحَدِد من خلالها احتياجات جمهورك المستهدف وأفضل الطُرق التي تُؤهلك لتلبية هذه المتطلبات. في حين يمكننا تعريف الإعلان على أنه الترويج المدفوع لمنتجات شركتك وخدماتك. 

وبالنظر إلى هذه المعطيات، يمكننا الاتفاق على أن مفهوم التسويق أشمل من مفهوم الإعلان؛ فالإعلان جزء من التسويق وهو أحد أهم الأساليب المُتبعة لتعريف العملاء على المنتجات والخدمات التي تُقدمها، وهو يدعم الهدف الرئيسي من المراد تحقيقه من الجهود التسويقية؛ ألا وهو إيضاح منتجك إلى الجمهور وزيادة جاذبيته لتحقيق مزيدٍ من الإيرادات.

وحتى يُحقق الإعلان الدعائي النجاح المنشود، ستحتاج إلى القيام بالعديد من خطوات التسويق، مثل: 

  • أبحاث السوق 
  • تحديد شخصية العميل المثالية Buyer Persona
  • اتباع إستراتيجيات تسعير مناسبة للجمهور المستهدف 
  • تحديد الموقع الجغرافي 
  • الاهتمام بالهوية البصرية وغيرها من العناصر الضرورية

ولكن لا ينتهي الفرق بين التسويق والإعلان عند هذا الحد، لأنه يشمل الكثير من التفاصيل التي ستجدها في الأسطر القادمة، لذلك تابع قراءتك بعناية.  

أولًا: الفرق بين مفهومي التسويق والإعلان 

ما هو مفهوم التسويق؟

كما أشرت بالأعلى، فالتسويق بمفهومه الشامل هو خطوات مستمرة تتخذها في شركتك لإقناع الجمهور بشراء خدماتك أو منتجاتك. وعادةً ما يبدأ الأمر باستهداف الجمهور المهتم بشراء ذلك النوع من الخدمات، ومن ثم توعيته بعلامتك التجارية وقِيّم مؤسستك. 

ينتقل المسوقون بعد هذه الخطوة إلى رعاية عملائك المحتملين وتعزيز التواصل معهم عن طريق الحملات التسويقية المتنوعة -سواءً على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية أو بالتسويق التقليديّ- حتى يتمكنوا من تحويل هذا الجمهور المهتم إلى عملاء مستعدين إلى شراء ما تُقدمه. 

وإذا نظرت معي إلى هذا المفهوم بتمعنٍ، سيتبيّن لك أن التسويق يُشكِّل تحديًا أمام العديد من الشركات؛ لأن استهداف الجمهور الصحيح واكتساب العملاء والمحافظة على ولائهم عمليات صعبة ومعقدة. 

وهذا ما يؤكده المحاضر خالد سليماني في كتابه 84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح بقوله: «إن الوصول إلى العملاء ليس بالأمر السهل، سواءً كنت ستبيع منتجاتك إلى منشأة تجارية B2B، أم إلى المستهلكين مباشرةً B2C، فلكلٍ تحدياته الخاصة». 

ولكن في النهاية، تساهم إستراتيجيات التسويق الصحيحة على تحديد أفضل الوسائل التي تُسهِّل عليك خدمة العملاء وتُمَكِنك من إضافة قيمة حقيقية إلى جمهورك تُثير فضوله بشأن منتجاتك وتُحفزه على الشراء. 

ما هو مفهوم الإعلان؟ 

يُعرّف الإعلان على أنه ممارسة تسويقية تدفع فيها الشركات مقابل الترويج إلى منتجاتها، سواءً من خلال عرض هذه الإعلانات على التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية أو اللافتات أو حتى حافلات النقل وغيرها من أي وسيلة يمكن الاستفادة منها في الترويج المدفوع. 

وتختلف أهداف الإعلان من شركة إلى أخرى؛ فهدف بعض الإعلانات هو زيادة الوعي أو تثقيف الجمهور بمنتجات الشركة، وهناك إعلانات أخرى غرضها الأساسي هو البيع المباشر. ولكن على أية حال، إذا استطعت الاستعانة بخبيرٍ تسويقي محترف، ستتمكن من اكتساب عملاء جُدد وزيادة مبيعاتك. 

 وفيما يلي توضيح لأهم الأهداف التي تسعى الشركات إلى تحقيقها من الإعلانات: 

  • تعريف الجمهور بالمنتجات الحالية
  • إعلام الجمهور بأي منتجات جديدة 
  • عرض أي مزايا أو إضافات جديدة على منتجاتك الحالية
  • إقناع العملاء بخدماتك ومزاياها 
  • تثقيف العملاء عن منتجاتك أو طريقة استخدامها أو حل مشكلة شائعة
  • تعزيز التواصل مع الجمهور وتحسين تصورهم عن علامتك التجارية
  • إعلامهم بالعروض والخصومات المتاحة 
  • مخاطبة احتياجات العملاء وتحفيزهم على شراء المنتجات 
  • جذب عملاء جُدد 
  • الاحتفاظ بقاعدة عملائك الحاليين 

ومن أهم الأمور التي تُوضح لنا الفرق بين التسويق والإعلان هو أن الإعلانات يمكن النظر إليها على أنها قناة اتصال أحادية الاتجاه مع عملائك؛ أي أنك لن تتمكن من بث رسائل شخصية إلى كل جمهورك، ويتحتم عليك اختيار قالب محدد وطريقة معينة لمخاطبة الجمهور تبعًا لأهداف حملتك الإعلانية. 

ولكن الجانب الإيجابي هنا أنك تُسيطر سيطرةً كاملة على إعلاناتك، مما يُهيئ لك المناخ المناسب لإيصال رسائلك وتعزيزها بطريقة مباشرة وشاملة. 

ثانيًا: الفرق بين أنواع التسويق والإعلان

ما هي أنواع التسويق؟ 

تطورت أنواع التسويق بتطور التقنيات المستخدمة في حياتنا اليومية؛ فتقليديًا اعتمدت العديد من الشركات على طباعة منتجاتها والترويج إليها عبر التلفاز والهواتف الجوالة.. إلخ، ولكن مع تطور مواقع التواصل الاجتماعي وتوجه العديد من المستخدمين إلى المواقع الإلكترونية، ظهر مفهوم التسويق الرقمي الذي سَهّل دراسة سلوكيات العملاء والتفاعل معهم بطريقة مُتدفقة وأكثر عُمقًا. 

وإذا نظرت معي، سترى أن هناك العديد من أنواع التسويق التي توضح لنا الفرق بين التسويق والإعلان بوضوحٍ تامٍ، وهي على النحو الآتي: 

التسويق الرقمي

يُقصد به تطبيق إستراتيجيات التسويق على مختلف الأجهزة الإلكترونية، مثل الحواسيب والجوالات. يستفيد التسويق الرقمي من البريد الإلكتروني ومواقع الويب والمدونات ومحركات البحث وما يُعرف بقواعد تهيئة محركات البحث SEO وغيرها من السُبل التي تساهم في الوصول إلى العملاء المحتملين (مثلما نفعل هنا في مدونة سكيلرز؛ إذ نستخدم مدونتنا للوصول إلى العملاء وتقديم المعلومات التي تهمهم). 

التسويق عبر الشبكات الاجتماعية

يُعد هذا النوع جزءًا من التسويق الرقمي الذي يختص بتسويق خدماتك ومنتجاتك من خلال حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، مثل منصات Facebook وX وSnapchat وغيرهم. ويخدمك هذا النوع من التسويق في التعرف على احتياجات العملاء وسلوكياتهم ومدى تقبلهم لخدماتك. ويُعزز أيضًا من نمو علامتك التجارية في أذهان الجمهور، وهذا ما يتفق عليه 96% من المسوقين الذين يثقون في مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق عائدٍ استثماريٍ مُربح. 

ويضم التسويق عبر الشبكات الاجتماعية ما يُعرف باسم التسويق عبر المؤثرين Influencers Marketing، والذي تعتمد فيه على مؤثري الشبكات الاجتماعية في الترويج إلى منتجاتك بناءً على شعبيتهم ومجالاتهم. 

التسويق العلاقاتي Relationship Marketing

يُركز هذا النوع من التسويق على بناء علاقاتٍ طويلة الأمد مع العملاء وتقوية الروابط فيما بينكما من خلال تزويدهم بتجارب مُرضيّة وإيجابية مُخصصة وفقًا لمتطلباتهم واحتياجاتهم، والهدف النهائي منه هو خلق قاعدة عملاء مخلصين ومستمرين. 

ويتضمن ذلك العديد من الخطوات، مثل: 

  • الاتصال المباشر بالعملاء 
  •  تقديم الدعم المستمر 
  • التنبؤ بتوقعاتهم وتلبية احتياجاتهم في الوقت المناسب

إلى جانب ذلك، يستعين التسويق العلاقاتي ببرامج الولاء ونظام المكافآت والعروض. ويضم أيضًا التسويق عبر الشبكات الاجتماعية والبريد الإلكتروني؛ إذ تُعد أي مساهمة من شأنها أن تُعزز العلاقات مع العملاء ذات قيمة عُظمى.

إدارة العلامات التجارية 

يهتم هذا النوع بكيفية طرح العلامة التجارية في السوق وإنشاء رابطة بين العميل والشركة. وحتى يتحقق ذلك بكفاءة. من المهم تقييم المنتجات التي تُقدمها في شركتك، إضافةً إلى تحليل الشعار والتصاميم المستخدمة وتقييم اتجاهات السوق والمنافسين وعلاقاتك مع العملاء الحاليين، إلى جانب الاهتمام بتصميم المنتج والتغليف وغيرها من العناصر الملموسة.

ولكن لا تتوقف إدارة العلامات التجارية عند هذا الحد، بل تشمل أيضًا العناية بالعناصر غير الملموسة، تلك التي يكتسبها العميل من شرائه للمنتج أو تفاعله معه؛ أي الاهتمام بالتجربة الكاملة للعميل بدءًا من خدمة العملاء التي يتلقاها، وانتهاءً برحلة ما بعد الشراء.  

تطوير المنتج Product development

يشير هذا المصطلح إلى مجموعة الخطوات التي تتخذها الشركات لتصميم وتطوير وتسويق الخدمات أو المنتجات التي تُقدمها؛ أي يمكننا التعبير عن مفهومها باختصار على أنه رحلة المنتج بأكمله، بدءًا من فكرته المبدئية وانتهاءً بطرحه في السوق إلى الجمهور المستهدف. ويمكن أن يحدث هذا التطوير مع المنتجات الحالية أو الجديدة.  

التسويق الاجتماعي الحضاري Societal marketing

لا تزال شهرة هذا النوع متواضعة بالمقارنة بأنواع التسويق الأخرى التي ذكرتها بالأعلى، إلا أن هناك تزايد ملحوظ في الاهتمام به مؤخرًا؛ إذ يتبنّى مفهوم التسويق الاجتماعي مبادئ الاستدامة؛ فهو لا  يهدف إلى إرضاء العملاء فقط، بل يسعى أيضًا إلى دمج الاحتياجات المجتمعية في ثقافة الشركة وعلامتها التجارية. 

ما هي أنواع الإعلانات المختلفة؟ 

تطورت الإعلانات جنبًا إلى جنب مع تطور التسويق، لذلك اُستحدثت العديد من الأنواع المختلفة بمرور الزمن تأثرًا بتقدم التقنيات ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى بات من السهل على الشركات استهداف عملائها والوصول إلى شريحة جديدة من العملاء المحتملين في أي مكان حول العالم تقريبًا. 

وفيما يلي بعض الأمثلة على أنواع الإعلان: 

  • الإعلانات التقليدية: يشمل هذا المصطلح الإعلانات المطبوعة أو المسموعة، مثل إعلانات الصحف والمجلات والإعلانات التلفزيونية والإذاعية.. إلخ 
  • الإعلانات عبر شبكة الإنترنت: يُقصد بهذا المفهوم الإعلانات التي تُنشر على شبكات الإنترنت المختلفة، مثل مواقع الويب وقنوات يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها. 
  • إعلانات الدفع لكل نقرة PPC: يُمكن أن ننظر إليها على أنها نوع خاص من أنواع الإعلانات عبر الإنترنت؛ إذ تدفع الشركات مقابل النقر على الإعلان فقط. ويهدف هذا النوع من الإعلانات إلى تحويل زيارات الجمهور  إلى موقع الشركة الإلكترونيّ أو صفحات المنتجات. 
  • الإعلان عبر الهاتف الجوال: يشير هذا النوع إلى الإعلانات التي يقتصر ظهورها على الهواتف المحمولة، سواءً أكانت عبر رسائل الهاتف أو تطبيقاته. 
  • الإعلانات الخارجية: يُقصد بهذا المفهوم الإعلانات التي تُوضع في أماكن خارجية، مثل الميادين والشوارع التي تشهد حركة مرور مُتدفقة ومستمرة. ويهدف هذا النوع إلى جذب الجمهور وزيادة أُلفته بمنتجات الشركة أو خدماتها عن طريق وضعها على لافتات مميزة أو أسطح المباني أو حتى السيارات وحافلات النقل. 
  • إعلانات البيع بالتجزئة: يشير هذا المصطلح إلى وضع الإعلانات داخل متاجر البيع بالتجزئة؛ رغبةً في تعزيز المبيعات، وأمثلة ذلك وضع الإعلان على عربات التسوق أو تقديم العروض على المنتجات داخل المتجر. 

ثالثًا: الفرق بين عناصر التسويق والإعلان

ما هي عناصر التسويق؟ 

هناك الكثير من العوامل التي ينبغي مراعاتها في أثناء تطوير الإستراتيجية التسويقية، لذا يتعيّن على المسوقين تحديد ما يأتي: 

  • التوجه Orientation: يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الاتجاهات التي تسعى إلى الوصول إليها في شركتك؛ أي بطريقة أخرى هي ثقافة العمل أو فلسفة شركتك. 
  • البيئة: يشير هذا العامل إلى كل المعطيات التي قد تُوثر على تنفيذ خطة التسويق، سواءً أكانت مؤثرات داخلية أو خارجية. 
  • السوق المستهدف: يُقصد به السوق المثالي الذي يساعد شركتك على النمو وتحقيق الإيرادات المطلوبة. 
  • المزيج التسويقي: يساعدك المزيج التسويقي على اتخاذ القرارات المناسبة لتوجهاتك؛ وهو يركز على العديد من العوامل الضرورية لاستهداف الجمهور بطريقة مناسبة تُيسير عليك التواصل معهم وإقناعهم بمنتجاتك. 

ما هي مكونات المزيج التسويقي؟ 

صاغ أستاذ التسويق في جامعة هارفارد Neil Borden مصطلح المزيج التسويقي Marketing Mix ليُساعد المسوقين على اتخاذ القرارات التسويقية اللازمة بناءً على معايير محددة. 

يُقسم المزيج التسويقي إلى إلى أربعة مكونات رئيسية، وتُعرف بالاختصار الشائع في علم التسويق بــ 4Ps، دلالةً على أن كل عنصر يبدأ بكلمة بحرف P بالإنجليزية. وبيان ذلك فيما يلي: 

  1. المنتج Product: المقصود به هو الخدمة أو السلعة التي تُلبي احتياجات عملائك. ويشمل مفهوم المنتج كل ما يتعلق به من عناصر، مثل: جودته ومميزاته وطريقة تصميمه وتعبئته وتغليفه.. إلخ. 
  2. السعر Price: يشير إلى المبلغ الذي سيدفعه عملاؤك نظير استفادتهم من الخدمة أو المنتج. من المهم هنا النظر إلى إستراتيجيات التسعير والعروض الترويجية؛ إذ تساعد إستراتيجية التسعير في تحديد مدى أرباحك. 
  3.  المكان Place: يُقصد به النطاق الجغرافي الذي تستهدفه وكيفية الوصول إلى منتجاتك. يشمل كذلك أماكن البيع بالتجزئة أو الموزعين والامتيازات التي تُقدمها.. إلخ. 
  4. الترويج Promotion: يضم كل الأدوات أو التقنيات التي ستستعين بها للترويج إلى منتجاتك، مثل: العلاقات العامة أو التسويق بالمحتوى أو إنشاء الحملات الإعلانية المدفوعة (هذا هو الجزء الذي يأتي فيه الإعلان). 

يساعد تلخيص مكونات المزيج التسويقي بهذه الطريقة -الـ4Ps- على فهم إستراتيجيات التسويق بفاعلية وكفاءة. ومع ذلك، فقد توسع بعض الخبراء وأضافوا ثلاثة عناصر أخرى على العناصر الأربعة المذكورة سابقا. وبيان ذلك ما يأتي: 

  1. الأشخاص People: يُحدد هذا المعيار الأشخاص الذين ستُوظفهم لتقديم خدماتك إلى الجمهور، لذلك من المهم أن تنجح في استقطاب كفاءات تُسوق لك خدماتك بما يُظهرونه من جديةٍ والتزام. 
  2. الآلية Process: المقصود هو آلية البيع التي ستتبعها لتزويد العملاء بالخدمة التي طلبوها؛ أي الإجراءات التشغيلية التي يتبعها فريقك بدءًا من احتكاك العميل بخدماتك وانتهاءً بتسليمه ما طلبه. 
  3. الدليل المادي Physical Evidence أو ما يُعرف أيضًا بالبيئة Physical Environment: يشير هذا المفهوم إلى العناصر الملموسة التي يواجهها العميل عند تفاعله مع خدماتك، وهو يُعد دليلًا مهمًا يستخدمه العملاء لتقييم جودة خدماتك. ويشمل ذلك بيئة العمل وجودة المعدات التي تستخدمها ومظهر الموظفين وأي جوانب مادية أخرى تؤثر على شعور العميل وتصوراته عن شركتك.  

على سبيل المثال، إذا كنت مسؤولًا عن منصة إلكترونية تُقدم  دورات تدريبية للموظفين، فقد تشمل الأدلة المادية سهولة تصفح المنصة ومظهرها وكيفية الاشتراك في الدورة التدريبية وطريقة تواصل فريقك مع العملاء ومظهرهم وسلوكياتهم معهم. أما في حالة الفنادق أو المطاعم مثلًا، فقد يكون الدليل المادي هو ديكور المكان وطريقة تصميم الطاولات وراحة الجلوس وكيفية تقديم الطعام ومظهر العاملين بالمكان ومهنيتهم. 

ويوضح متخصص التسويق أحمد المسعري عناصر المزيج التسويقيّ السبعة في هذا الفيديو، يمكنك الاطلاع عليه إذا أردت معرفة المزيد من التفاصيل: 

ما هي عناصر الإعلانات؟ 

تشمل عناصر الإعلانات ما يأتي: 

  • الرسالة: والمراد بها المعلومات أو الفكرة التي ترغب بإيصالها إلى جمهورك 
  • الهدف: المقصود به الغرض من الإعلان 
  • الجمهور المستهدف: من المهم أن تُحدد جمهورك بعناية بناءً على شخصية العميل التي تسعى إلى جذبها 
  • وسيلة نشر الإعلان: تشير إلى الطريقة التي ستعرض بها إعلانك (مثل عرضه على التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعي.. إلخ)
  • تصميم الإعلان: أي الصور والألوان والهوية العامة التي ستُصمم على أساسها إعلانك بشكلٍ ملفت للجمهور، إضافةً إلى المحتوى الصوتي وغيرها من العناصر التي تُميز علامتك التجارية عن المنافسين
  • الميزانية: والمقصود بها المبلغ الذي ستخصصه لإنشاء إعلانك ونشره بما يتضمنه من تكاليفٍ أخرى (مثل التصميم والكتابة.. إلخ)

ملخص الفرق بين العرض التسويقي والإعلان الدعائي

إذًا بعد كل هذا الشرح، ربما تقول لي:«لقد ارتبكت، ما الفرق بين الإعلان والتسويق بصورة مبسطة؟». 

والإجابة شديدة الاختصار: الإعلان جزء من التسويق. 

ويجب أن تسبق الإعلان العديد من الخطوات التسويقية التي تساعد على تحديد طموحات الجمهور المستهدف واحتياجاته وأعماره واهتماماته واللغات التي يُفضلها وطريقة الإعلان التي ستكون أكثر إقناعًا بالنسبة له. 

يهتم التسويق بالوسائط المملوكة والمكتسبة، في حين يهتم الإعلان بالوسائط المدفوعة. وبيان ذلك ما يأتي: 

  • مفهوم الوسائط المملوكة: يُقصد به العناصر التي تمتلكها الشركة ويُمكنها من خلالها التسويق إلى منتجاتها. وتشمل على سبيل المثال: المتاجر، والمواقع الإلكترونية، والكتيبات، وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، والمدونات.. إلخ.

  • مفهوم الوسائط المكتسبة: يُقصد به العناصر التي اكتسبتها الشركة من وسائط خارجية، مثل: مراجعات المواقع الإلكترونية، وتقييمات العملاء على مواقع التواصل، ومقالات الرأي على المدونات، وتعليقات الجمهور على منشوراتك وفيديوهاتك، وغيرها من وسائل الدعاية التي تُجريها أي جهات خارجية. 
  • مفهوم الوسائط المدفوعة: يشير هذا المصطلح إلى الوسائط التي يتحتم على الشركات الدفع مقابل الإعلان عليها، مثل اللوحات الإعلانية وإعلانات محركات البحث والشبكات الاجتماعية والبريد الإلكتروني.. إلخ. 

وبفضل هذا التقسيم، من السهل علينا معرفة أن الإعلان يختص بالوسائط المدفوعة فقط، في حين تُستخدم إستراتيجيات التسويق في جميع الوسائط المذكورة على اختلاف نوعها؛ إذ تساعد في تحديد رغبات العملاء واستهدافهم بطريقة صحيحة في الوسائط المدفوعة، وتدلك على نوعية المحتوى المناسب نشره في الوسائط المملوكة، وتُعرفك على كيفية التفاعل مع جمهورك في الوسائط المكتسبة.

إذًا ما الأكثر فائدة: التسويق أم الإعلان؟ 

تدمج معظم الشركات -إن لم يكن جميعها- إستراتيجيات التسويق والإعلان في آنٍ واحد؛ بهدف تحقيق النمو المطلوب وتعزيز تواصلهم مع العملاء بصورة منتظمة. وهذا هو وضع الشركات الكبيرة التي تُولي ميزانية ضخمة للخطط التسويقية والحملات الإعلانية المتنوعة. 

لكن يختلف هذا الحال -نسبيًا- مع الشركات المتوسطة والصغيرة التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الإستراتيجيات التسويقية دون الاهتمام بالإعلانات المدفوعة، إلا في حالات محدودة فقط، مثل: الإعلانات الخاصة بمحركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي والحملات الإعلانية على البريد الإلكتروني.

ويرجع هذا الاختلاف إلى أن العائد من التسويق -خصوصًا للشركات الناشئة- أكبر مما يمكن أن تُحققه الحملات الإعلانية؛ لأنه إذا أنفقت على الإعلان منذ البداية -دون أن تُنشيء خطة تسويق دقيقة ومناسبة لاحتياجات العملاء- فقد تضر بميزانيتك ومظهر علامتك التجارية. 

خلاصة الفرق بين التسويق والإعلان 

في النهاية، من المهم السعي إلى توظيف أفضل الجهود التسويقية في دراسة متطلبات جمهورك، فكما يقول خالد سليماني ناصحًا رواد الأعمال: «عند عرض المنتج، لا تبع فقط ما تعتقد أنه ذو قيمة من الناحية الفنية لمنتجك، اجعل تركيزك على الحاجة التي تلبيها لعملائك».

وإذا اتبعت هذه الطريقة، ستتمكن من انتهاج أفضل الخطوات التي تُقربك فعلًا إلى جمهورك المهتم وتساعدك على الاستفادة من التسويق والإعلان بغض النظر عن الفرق بينهما. 

أما إن كنت تبحث عن أفضل طرق التوظيف الذكي، فاطلع الآن على مزايا منصة سكيلرز التي تساعدك على توظيف خبراء سعوديين يفهمون احتياجات جمهورك ويُمكنهم مساعدتك بأفضل الممارسات التي تُعزز من تواصلك مع العملاء.