الرئيسية
\
المقالات
\

إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي خطوة بخطوة

بواسطة 
أحمد عبد الوهاب

تواجه كثيرٌ من الشركات تحديات مختلفة عند إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي. وتتعدد أسباب ظهور تلك التحديات؛ فأولًا: جمهور مواقع التواصل الاجتماعي يهوى الأصالة والحيوية والابتكار، ويمل كثيرًا من المحتويات المتشابهة أو المحتويات شديدة الرسمية. ثانيًا: هناك منافسة شرسة ومتزايدة بين الشركات على تقديم أفضل محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي. 

ولاحظ هنا أن هذه المنافسة لا تقتصر على الشركات المتوسطة أو حتى الصغيرة، بل تهتم الشركات الكُبرى التي لها أساس فعليّ وممتد في السوق إلى زيادة جمهورها وإيصال صوتها إلى قاعدة جماهيرية أكبر. ومن الطبيعي أن تُؤرق هذه المعطيات أصحاب الشركات والمسؤولين المهتمين بتعزيز نتائج محتواهم على الشبكات الاجتماعية. ونجد الكثير منهم مترددين أمام أسئلة مهمة، مثل: 

  • ما هي إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي؟
  • وكيف يُمكن إدارة الحسابات بفاعلية؟
  • وما هي طرق التوظيف المثالية التي تضمن انتقاء أفضل مدير محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي؟ 

والخبر الجيّد هنا أن إجابات هذه الأسئلة وأكثر، ستجدها معي في الأسطر القادمة. لذا، أدعوك لمتابعة القراءة بعناية والرجوع إلى هذا الدليل من حينٍ لآخر؛ حتى تؤسس إدارة قوية وفعالة على حسابات السوشيال ميديا. 

والآن، دعنا نبدأ بأول السؤال.. 

ما هي إدارة مواقع التواصل الاجتماعي؟

يُمكننا تعريف إدارة مواقع التواصل الاجتماعي على أنها مجموعة من الممارسات المُنظمة التي تهدف إلى إنشاء المحتوى وجدولته ونشره وتحليله عبر الشبكات الاجتماعية التي يستخدمها الجمهور، مثل منصات: 

  • إكس (تويتر سابقًا) 
  • سنابشات 
  • إنستقرام 
  • فيسبوك 
  • تيك توك 
  • لينكدإن 
  • يوتيوب 
  • بينتريست وغيرها

ولكن على الرغم من جود عشرات المنصات الاجتماعية التي يستخدمها العملاء في مختلف أنحاء العالم، إلا أن إدارة مواقع التواصل الاجتماعي «لا تتعلق بالمنصة المُستخدمة، بل بالناس؛ إذ تُتيح لنا الشبكات الاجتماعية إعلان اهتمامنا بالجمهور على نطاقٍ واسع»، كما قال المؤلف الأمريكيّ Gary Vaynerchuk في كتابه The thank you economy

ما أهمية إدارة محتوى الشبكات الاجتماعية؟ 

عادةً ما ترتبط إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي بإستراتيجيات التسويق المُتبعة في شركتك. وتُعد ركنًا رئيسيًا من أركان التسويق في عالم الأعمال اليوم، حتى للشركات التي لا تمتلك موقعًا إلكترونيًا رسميًا.

 ويرى العديد من الخبراء أن التواجد على مواقع التواصل أمرٌ لا غنى عنه ولا يقل أهميةً عن التواجد الماديّ لمعظم الشركات على اختلاف مجالاتها وأحجامها؛ أي بطريقة أخرى منشوراتك على إنستقرام تتنافس في أهميتها مع اللوحات الإعلانية التي قد تضعها في الميادين والطرق العامة أو حضورك لإحدى المؤتمرات البيعية على أرض الواقع. 

ويرجع ذلك إلى سبب بسيط، ألا وهو أن منصات التواصل الاجتماعي تتعلق بدراسة سلوك العميل كإنسانٍ متكامل، وتتعامل مع احتياجاته وتُولِّد اهتمامات مستمرة مرتبطة بعلاقته مع علامتك التجارية؛ مما يُحفزه دومًا لمعرفة المزيد عن منتجاتك والوثوق بما تُقدمه. يُؤكد ذلك ما قاله المؤلف Lon Safko في كتابه The Social Media Bible: «ترتبط منصات التواصل الاجتماعي بعلم الاجتماع وعلم النفس أكثر من ارتباطها بالتقنيات الحديثة».

ما هي وظيفة إدارة صفحات السوشيال ميديا؟

على الرغم من وجود صورةٍ نمطيةٍ شائعة تنظر إلى إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي على أنها مهمة سهلة يُمكن تفويضها للأعضاء المتدربين أو المبتدئين، إلا أن الواقع العملي يُثبّت خلاف ذلك؛ لأن الأمر يتعدى مجرد تخصيص وقتٍ للنشر ومتابعة التعليقات؛ إذ تنطوي إدارة حسابات السوشيال ميديا على مجموعة من المهام المعقدة والمتشعبة، مثل: 

  • فهم سلوك الجمهور
  • التفكير التحليلي
  • التنظيم الدقيق 
  • تقديم محتوى جذاب ومتوافق مع هويتك البصرية والكتابية
  • إنشاء الإستراتيجيات التسويقية المتناغمة مع التطلعات والمعطيات 
  • إعداد التقارير اللازمة وتقييمها واستكشاف فرص النمو منها

والغرض الأساسي من مهام وظيفة إدارة صفحات السوشيال ميديا هو تقوية حسابات الشركة وتعزيز مظهرها أمام الجمهور والمنافسين؛ حتى تُتَوَّج المؤسسة كشركة رائدة في مجالها يثق بها الجمهور ويتبعها المنافسون.  

وفي نهاية هذه الفقرة، دعنا نتذكر هنا ما قاله الخبير التسويقيّ Jason McDonald في كتابه Social Media Marketing Workbook: «لا يقتصر دور إستراتيجيات مواقع التواصل الاجتماعي على إنشاء محتوى محترف فحسب، بل الهدف منها هو إنشاء علاقات وطيدة مع الجمهور».

أفضل الممارسات التي يمكن اتباعها لإدارة محتوى مواقع التواصل

1. دقق أسلوبك الحالي في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

إذا كنت تمتلك حسابات على بعض المنصات الاجتماعية، فأنصحك هنا بالرجوع إليها وتدقيق ما نشرته من محتوى حتى هذه اللحظة. يساعدك تدقيق المحتوى المنشور على فهم الإستراتيجيات التي اتبعتها ومدى تأثيرها على صورة علامتك التجارية، كما يُتيح لك تحديد السلوكيات التي تُهدر مواردك وتلك التي تُدر عليك أكبر قدرٍ من الأرباح والنتائج. 

والسؤال هنا: كيف تُدقق أسلوب إدارتك الحالي على مواقع التواصل؟ 

  • أَدِرج جميع الحسابات التي تستخدمها على مواقع التواصل الاجتماعي في ملفٍ واحد 
  • قَيِّم في البداية مدى توافق هذه الحسابات مع هوية شركتك 
  • حلل الأسلوب الذي تستخدمه في التواصل مع جمهورك على هذه المنصات 
  • افهم الأسباب التي تزيد من التفاعل على أحد المنشورات دون غيره، وادرس بالطريقة نفسها منشورات المنافسين وطريقة إدارتهم لمواقع التواصل الاجتماعي 
  • استعن بتحليل سوات الرباعي SWOT Analysis لفهم مناطق القوة في المحتوى الذي تنشره، ومناطق الضعف التي تقلل من فعاليته. تعرف أيضًا على فرص النمو التي يمكنك الاستفادة منها، وما التهديدات التي تُواجه محتواك 
  • استخدم الأدوات التحليلية المساعدة التي تُوفرها مواقع التواصل الاجتماعي لمراجعة أدائك. ومن المهم أن تتعرف على كلٍ مما يأتي: 
    • نمو المتابعين وعددهم الحالي 
    • عدد المشاركات التي حصلت عليها ونوعيتها (أي حدد المنصات التي يُشارَك عليها محتواك، وتعرف أيضًا على متوسط معدلات المشاركة) 
    • كمية النشر، ثم اسأل نفسك هنا: هل تحتاج إلى نشر محتوى أكثر أم لا؟
    • تصميمات المحتوى الأكثر جاذبية بالنسبة إلى جمهورك 
    • المنشورات التي حصلت على أكبر تفاعل اعتمادًا على عدد المشاركات والتعليقات والإعجابات 
    • معدل استجابتك الحالي للتعليقات والأسئلة والرسائل الواردة 
    • اهتمامات الجمهور بالمحتوى الذي تُقدمه لهم 
    • تركيبة جمهور وسلوكياتهم في التعامل مع محتواك 

تساعدك هذه الخطوات على فهم أداء إدارتك الحالية، وستكتشف من خلالها الخطوات الصحيحة للبدء في إصلاح إدارتك وتعزيز نتائجها. 

2. حدد أهدافك المُبتغاة من إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي 

قبل استئناف نشر المحتوى وإدارته مرةً أخرى على حسابات شركتك، من المهم أن تُحدد هنا الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من وراء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. يتضمن ذلك طرح مجموعة من الأسئلة الرئيسية، مثل: 

  • ما الهدف الأساسي المراد تحقيقه من خلال جهودك على الشبكات الاجتماعية؟ (هل ترغب مثلًا في زيادة الوعي بعلامتك التجارية أم توليد المزيد من الزيارات لموقعك الإلكتروني؟ أو جذب جمهور محتمل يهتم بمنتجاتك؟) 
  • ما مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs التي ستعتمدها لتتبع نجاح أهدافك؟ (فكر مثلًا في عدد الزيارات أو عدد المتابعين الذي ترغب في الوصول إليه خلال فترة زمنية معينة)
  • ما نوعية المحتوى المنشور من المنافسين وكيف تبدو شدة التنافس مع الشركات التي تُقدم منتجات شبيهة بمنتجاتك؟ 
  • كم عدد الموظفين الذين تحتاجهم في شركتك لإدارة محتواك على مواقع التواصل الاجتماعي بالشكل المطلوب؟ (فكر هنا في عدد الكُتَّاب والمصممين ومسؤولي مواقع التواصل) 

لاحظ أن الفهم الواضح لأهدافك يُخفف من أعباء الإدارة، ويساعدك على تبني إستراتيجيات تسويقية أكثر فعالية وكفاءة. لذا، لا تنظر للأمر على أنه مهمة ضرورية ثقيلة الدم، بل اسعَ إلى تطويره كلما كان ذلك ممكنًا. ويقول في هذا الصدد المؤلف Mark W. Schaefer في كتابه Social Media Explained: «منصات التواصل الاجتماعي ليست مجرد نشاط تقوم به، بل هي استثمارٌ للوقت والموارد الثمينة». 

والسؤال هنا: كيف تُحدد أهداف إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي؟ 

  • وضِّح أهدافك قدر الإمكان 
  • تجنّب الأهداف الغامضة أو بعيدة المنال 
  • حدد أهدافك بخطة دقيقة، فبدلًا من أن تقول: «هدفي هو زيادة الوعي بعلامتي التجارية»، حوّل هذا الهدف وحدده إلى جملة مخصصة دقيقة، مثل: «اكتساب 5000 آلاف متابع جديد على منصة إنستقرام». 
  • انتقِ الأهداف القابلة للقياس؛ لكي تتمكن من تقييم أدائك 
  • اعتمد الأهداف الواقعية التي يُمكنك تحقيقها بناءً على ميزانيتك ومواردك الحالية، لاحظ أن جميع الشركات ترغب في اكتساب 10 ملايين متابع جديد، ولكن للشركات الناشئة محدودة الموارد، لا يبدو هذا الهدف واقعيًا! 
  • تأكد من توافق أهداف الإدارة مع أهداف التسويق والمبيعات؛ حتى تشعر بالرغبة الكافية لتحقيقها ومواصلة الطريق
  • عَيِّن موعدًا مناسبًا لتحقيق الأهداف المُرادة؛ فالهدف غير المحدد بمدة لا يُشجِّع على البدء بتنفيذه. لذا حدد تواريخ لأهدافك لتتمكن من تتبع النتائج وقياس تقدمك 

3. افهم جمهورك المستهدف 

يُعد إجراء أبحاث الجمهور أمرًا لا غنى عنه لإدارة محتواك وحساباتك على الشبكات الاجتماعية؛ لأنك لن تتمكن من نشر المحتوى المناسب والتفاعل مع آراء العملاء وتقييماتهم إلا إذا فهمت سلوكيات هؤلاء العملاء واحتياجاتهم. 

ويساعدك فهم الجمهور المستهدف على تقديم المساعدة اللازمة للجمهور، والتعامل معهم بصورة متكاملة وشاملة دون الاعتماد فقط على الجانب البيعيّ المباشر الذي قد يُبعدهم عنك ويُجنبهم الوثوق بك. وهذا ما يؤكده لنا Mark Schaefer؛ إذ يقول: 

«تُعيدنا شبكة التواصل الاجتماعي ببساطة إلى جذورنا في السوق؛ إذ يُعد الاتصال الشخصي والفورية والتحقق الشفهي من أهم الاعتبارات التسويقية. نحن نعود إلى الطريقة التي أراد بها الناس دائمًا الشراء منّا؛ أي تقديم المنتج من شخصٍ لشخصٍ آخر. البشر يشترون من البشر. وعن طريق منصات التواصل الاجتماعي لديك الفرصة لإضفاء الطابع الإنساني على شركتك والانضمام للنهضة التجارية الجارية». 

إذًا، كيف تفهم جمهورك المستهدف على مواقع التواصل؟

  • ادرس العملاء الحاليين وتعرّف على المزايا التي تُعجبهم في علامتك التجارية ومنتجاتك 
  • اسأل العملاء الذين تستهدفهم مباشرةً من خلال رسائل البريد الإلكترونيّ أو استطلاعات الرأي أو عبر مكالمة هاتفية أو حتى التوجه إليهم مباشرةً على أر ض الواقع 
  • راجع نشاط المتابعين الحاليين وتحقق من سلوكياتهم وكيفية تعاملهم مع محتواك
  • حدد خصائص الجمهور الذي تستهدفه، مثل عمر المتابعين وموقعهم الجغرافي وحالتهم الاجتماعية واهتماماتهم ونطاق الألم التي يُواجهونها في حياتهم اليومية 
  • انضم إلى مجموعات التقييم على مواقع التواصل الاجتماعي وحلل الطريقة التي يتحدث بها الجمهور عن منتجاتك وخدماتك ومدى وعيهم بعلامتك التجارية ومميزاتها 
  • استعن بموظفيك المحترفين؛ حتى يُنشئوا لك ملفًا بشخصية المشتري المثالية Buyer Persona. يجب أن يضم هذا الملف كل المعلومات التي تعرفها عن عميلك المستهدف، والتي ستُرشدك إلى نوعية المحتوى الذي ستنشره، وستعرفك أيضًا على أفضل سلوكيات إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي

وفي نهاية هذه الفقرة، تذكر ما قاله استشاري التسويق Jay Baer في كتابه Hug Your Haters ناصحًا مسؤولي الشركات: «أجب عن تساؤلات كل عميل في كل حساب على المنصات الاجتماعية وفي كل مرة يتواصل فيها معك. وعلى الرغم من كون هذه العبارة واضحة ومباشرة، إلا أنه من الصعب تنفيذها باستمرار». 

لاحظ أن ما قاله Jay لن يُساعدك فقط على التفاعل مع العملاء بصورةٍ أفضل أو كسب ثقته في وقتٍ قياسي، بل سيضمن لك فهم الجمهور بطريقة عملية من خلال تتبع تساؤلاته ومعرفة مخاوفه ومناطق فضوله عن منتجاتك. أضف إلى ذلك، أنك ستفهم نمط تواصله والطريقة التي يتفاعل بها على تلك المنصات؛ مما يُمَكِنك من تقديم المحتوى المتوافق معه اعتمادًا على احتياجاته وسلوكياته. 

4. اختر منصات التواصل الاجتماعي المناسبة 

هناك اعتقاد شائع بأن أي شركة ناجحة يجب أن تكون موجودة ومتاحة على جميع الشبكات الاجتماعية. ولكن إذا حللت معي هذا الأمر، ستجد أن هذه الفكرة غير صحيحة تمامًا، خاصةً للشركات الناشئة التي يصعب عليها تقديم المحتوى ونشره على جميع المنصات بسبب الموارد المحدودة. 

لذلك، من المهم جدًا أن تتعرف في هذه الخطوة على جميع المنصات التي يتواجد عليها جمهورك، ثم حدد عددًا من تلك المنصات يمكنك اعتماده لنشر محتواك بناءً على ميزانيتك وسهولة النشر والنتائج المحتمل الوصول إليها. وضع في حسبانك أن كل منصة على مواقع التواصل الاجتماعي تتميز بهويتها الفريدة التي تجذب شريحة محددة من الجمهور. 

على سبيل المثال، إذا كنت مسؤولًا عن شركة إكسسورات أو ملابس شبابية، في هذه الحالة ستكون منصتي إنستقرام وتيك توك هما الأنسب لك، لما يتمتعان به من جانب بصري غني يُسهِّل عليك مشاركة محتواك. أما إذا كنت تخاطب جمهورًا أكبر سنًا أو تستهدف الشركات B2B، ستكون عندئذٍ منصتي X وLinkedIn هما الأنسب للبدء بهما. 

وبصورة عامة، يمكننا الاتفاق هنا على أن اختيار المنصة المناسبة أمر ضروري لنجاح مجهودات إدارتك؛ فهو يضمن الوصول إلى الجمهور المناسب واستثمار الموارد بصورة مثالية تتسق مع ميزانيتك وتطلعات جمهورك المستهدف.  

والسؤال هنا: كيف تتعرف على أفضل منصة لإدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي؟  

  • راجع شخصية العميل التي أنشأتها وحلل المنصات التي يميل العملاء إلى استخدامها وقضاء معظم أوقاتهم عليها 
  • تواصل مع جمهورك المستهدف واسأله مباشرةً عن المنصات التي يقضي عليها معظم وقته، واسأله عن سلوكياته في معرفة المعلومات حول العلامات التجارية التي تهمه 
  • ادرس المنافسين وتعرف على المنصات التي يعتمدونها في التواصل مع جمهورهم. ولا تكتفِ فقط بمعرفة المنصات التي يستخدمونها، بل حلل أيضًا النتائج التي يُحققونها وكيفية تفاعل العملاء معهم وما المنصات التي يحصلون من خلالها على معدل زيارات أو مشاركات أعلى 
  • ثم اسأل نفسك الأسئلة التالية: 
    • هل تساعدني المنصات التي اخترتها على تحقيق أهدافي المُحددة؟ 
    • كم يجب أن أُنفق لتحقيق أهدافي على تلك المنصات؟ 
    • ما هي التركيبة السكانية للمجتمع الموجود على تلك المنصات؟ وهل تتطابق مع التركيبة السكانية لجمهوري؟ 
    • هل يستخدم الجمهور هذه المنصات بصورة يومية ويثق بالمعلومات التي يجدها عليها؟
    • ما مقدار المحتوى الذي يجب نشره حتى أتميز عن المنافسين؟

5. اسعَ إلى استقطاب الموظفين الأكثر احترافية وكفاءة 

لا تكتمل إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي إلا بتوظيف مسؤولين خبراء يفهمون هوية شركتك واحتياجات جمهورك، خاصةً في هذا الوقت الذي تشتد فيه المنافسة وتتزايد تعقيدات السوق أكثر من أي وقتٍ مضى. لذلك، اسعَ إلى تبني إستراتيجيات توظيفية تُمَكِنك من انتقاء أفضل المترشحين. 

لاحظ أن اعتماد الجمهور على تقييمات العملاء الآخرين يتزايد باستمرار؛ فالجمهور المحتمل يثق بتجربة المستهلكين الآخرين أكثر من الإعلانات أو التسويق المباشر. وهذا ما تؤكده الإحصاءات التي أوضحت أن 92.4% من المستهلكين يقرأون مراجعات الإنترنت لمساعدتهم في اتخاذ القرارات الشرائية. 

لذا، لا يمكن النظر إلى تعيين موظفين محترفين يُحسنون من خدمة العملاء وتجربة المستخدم على أنه أمر ثانوي للشركات التي تسعى إلى ريادة مجالها. 

إذًا، كيف تستقطب أفضل كفاءات إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي؟  

  • اهتم بإنماء ثقافة العمل داخل شركتك
  • قدِّم تعويضات مميزة للموظفين، مثل الرواتب التنافسية وامتيازات التأمين الصحي والاجتماعي والإجازات مدفوعة الأجر والدورات التدريبية المختلفة 
  • وفِّر فرصًا متعددة للنمو الوظيفي؛ من المهم أن تمتلك آليات واضحة في شركتك لـ تدريب الموظفين؛ لكي تتمكن من تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية 
  • استخدم منصات التوظيف الذكية، مثل منصة سكيلرز وتوقف عن اعتماد التوظيف التقليديّ الذي يتضمن نشر أعمالك على منصة، ومن ثم استقبال الطلبات على منصة أخرى، ثم تقييم ملفات المتقدمين يدويًا أو باستخدام ملفات بدائية.. إلخ

ادعم رحلتك في إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي بتوظيف المحترفين السعوديين من منصة سكيلرز الذكية. تُمَكِنك المنصة من مقارنة ملفات المرشحين والمفاضلة فيما بينهم بناءً على معايير موضوعية متنوعة. وتساعدك أيضًا على جدولة المقابلات وتوزيع المهام مع فريقك بكل سهولة وغير ذلك من المزايا التي ستكتشفها في أثناء تجربتك للمنصة، وبذلك ستتمكن من استقطاب الكفاءات التي تريدها فعلًا.

سَجِّل الآن في سكيلرز من هنا وحقق الانتشار الذي تستحقه على الشبكات الاجتماعية. 

(صورة تُظهر التسجيل مع منصة سكيلرز لتمكن من إيجاد محترفين لإدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي)

وإذا أردت معرفة المزيد حول طرق استقطاب الكفاءات وتدريب الموظفين، أنصحك بالاطلاع على الأدلة التالية: 

6. ابنِ إستراتيجية محتوى مميزة 

تساعدك إستراتيجيات المحتوى الفعالة على اختيار المواضيع التي تهم جمهورك وتتسق مع  أهدفك، وهي بذلك تُمَكِنك من تحقيق الانتشار والظهور الذي تأمله. يقول البروفيسور Jonah Berger في كتابه المشهور Contagious: How to Build Word of Mouth in the Digital Age: «لا يُعد المحتوى الجيّد كافيًا في هذا الوقت؛ لأنه إذا لم ينتشر محتواك، فهذا معناه أنه محتوى ميّت». 

لذا، فإن بناء إستراتيجية واضحة لإدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي عنصر أساسي لنجاح مؤسستك؛ إذ تُمَكِنك الإستراتيجيات المناسبة من: 

  • نشر محتواك على مواقع التواصل بانتظام وبما يتفق مع هويتك البصرية والسمعية والكتابية. تُحقق تلك الأمور أُلفة مطلوبة لكسب ثقة الجمهور وزيادة تعلقهم بعلامتك التجارية؛ مما يُميّزك عن المنافسين ويضعك في المراتب الأولى
  • تقديم المحتوى الملاءم لاحتياجات الجمهور واهتماماته؛ فمن خلال موازنة محتوى مواقع التواصل مع اهتمامات الجمهور المستهدف وتفضيلاته الشخصية، يُمكنك إنشاء محتوى أكثر قيمة يرتبط بالعملاء ويُثير عواطفهم ومشاعرهم؛ مما يُحفزهم على اتخاذ قرارات أفضل لصالح علامتك التجارية
  • تحسين المحتوى تبعًا لمحركات البحث وخوازميات المنصات الاجتماعية؛ إذ تُساعدك الإستراتيجيات الفعالة على الوصول إلى الرؤى الأساسية لفهم سلوكيات العملاء ومعرفة الكلمات التي يستخدمونها في البحث عنك وكيف يتفاعلون مع ما تُقدمه من محتوى، وبذلك ستتمكن من تطويع هذه البيانات بما يُحقق لك انتشارًا أوسع

إذًا، كيف تبني إستراتيجية محتوى مناسبة؟  

  • حدد المواضيع التي تهم جمهورك المستهدف 
  • عَيِّن عدد المنشورات التي ستُشاركها يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا
  • اختر نوعية المحتوى الذي تُفضله (فيديوهات أو منشورات كتابية أو الصور.. إلخ) 
  • انشر محتوى عالي الجودة يتناغم مع احتياجات العملاء
  • شارك المحتوى في الأوقات التي ينشط فيها جمهورك 
  • استعن بقواعد تهيئة محركات البحث أو ما يُعرف بالإنجليزية باسم SEO

وتذكر هنا ما قاله  Joe Pulizzi في كتابه Epic Content Marketing: «يعتمد نجاحك على إنشاء محتوى قيم ومتوافق مع ميول جمهورك لجذبهم والاحتفاظ بهم». 

7. استخدم عناصر بصرية جذابة

ينجذب الجمهور على اختلاف أعمارهم إلى المحتويات المُدعمة بالصور والفيديوهات التفاعلية المميزة. لذا، أنصحك هنا بإرفاق الصور ومقاطع الفيديو في محتواك وردودك على العملاء؛ حتى تجذب انتباهم وتدعم من سبل التواصل والتفاعل معهم. يُوضِّح أحد التقارير أن استخدام الصور الجذابة في منشوراتك على LinkedIn يزيد من معدل التعليقات عليها بنسبة تصل إلى 98%

وبناءً على هذه المعطيات، يمكنك الاتفاق معي إن قلت إن العناصر المرئية على مواقع التواصل الاجتماعي تزيد زيادةً ملحوظة من التفاعلات على محتواك وتُعزز من تأثير علامتك التجارية وحضورها، وقد تُقربك من إنشاء تجربة احترافية للعملاء لا تُنسى. 

والسؤال هنا: كيف تُقدِّم محتوى جذاب بصريًا لجمهورك؟ 

  • أنشئ فيديوهات قصيرة وشاركها على المنصات المختلفة التي تستخدمها. تجذب الفيديوهات القصيرة الجمهور وتُزوده بمعلومات سريعة عن شركتك؛ مما يُثري فضول العملاء عن منتجاتك دون إرهاقهم بالكثير من التفاصيل المعقدة 
  • شارك شهادات العملاء وآرائهم الإيجابية عن منتجاتك في فيديوهات قصيرة ومتوسطة (يمكنك عمل مقابلات شخصية حية مع العملاء للإنصات إلى احتياجاتهم ومعرفة متطلباتهم وتطلعاتهم)
  • روِّج بصريًا لثقافة شركتك وقيم العمل داخل مؤسستك؛ حتى تكسب ثقة الجمهور والمحترفين الباحثين عن وظائف في مجال المؤسسة
  • استخدم صورًا عالية الجودة ومتوافقة مع هويتك البصرية، ولا تُثقل الصور بنصوص كثيرة 
  • استعن بألوان بسيطة ومميزة، واستخدم الخطوط الرسمية التي تعتمدها في مختلف تصميمات شركتك 
  • أضف شعار علامتك التجارية (اللوجو) في العناصر البصرية كلما أمكن ذلك لتعزيز انتشار شركتك 
  • جرب اعتماد فيديوهات الموشن جرافيك؛ حتى تُضفي المزيد من التفاعلات الحيوية على فيديوهاتك وتُحسن من تجربة العميل 
  • تأكد من أن العناصر المرئية التي استخدمتها مناسبة للجوال ويسهل عرضها على مختلف الأنظمة والشاشات متعددة الأحجام 

خطوات إضافية تُحسِّن من إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي 

لا تتوقف إدارة محتوى مواقع التواصل الناجحة على ما ذكرته من خطواتٍ فقط، بل تمتد لتشمل العديد من الخطوات الأخرى التي يأتي على رأسها التفاعل مع تعليقات العملاء وآرائهم. لذلك، تأكد من ردك على استفسارات الجمهور ورسائلهم، وتابع تعليقاتهم واشُكرهم على مدحهم لمنتجاتك وأَجِب عن أي شكوى يُخبرونك بها فوريًا. 

إلى جانب ذلك، فكر في اعتماد إستراتيجيات مختلفة لتوزيع محتواك ونشره، مثل التعاون مع المؤثرين Influencer marketing أو إنشاء حملات إعلانية مدفوعة من حينٍ لآخر أو غيرها من أنواع التسويق الإلكتروني. ولا تنسَ تحليل النتائج التي تُحققها دوريًا؛ حتى تتعرف على مناطق الخلل التي يجب إصلاحها لتحقيق أهدافك المرادة. 

الخلاصة 

تُوضح الإحصاءات أن 90% من المسوقين يتفقون على أن بناء مجتمع نشط عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أمرٌ بالغ الأهمية لنجاح إستراتيجية التسويق عبر الشبكات الاجتماعية. لذلك، إن كنت عازمًا على إدارة محتواك بفاعلية، أنصت دومًا لاحتياجات العميل وتفاعل مع ردوده وتقييماته -الإيجابية منها والسلبية- حتى تُؤكِّد له اهتمامك بما يُقلقه ويشغل باله.

وتذكر هنا ما قاله مؤلفو كتاب أفكار وُجدت لتبقى (Made to Stick): «إذا أردت لأفكارك أن تستمر، ينبغي عليك إذًا أن تبنيها مستعينًا بمبادئ أساسية، ألا وهي البساطة والواقعية والمصداقية، وأن تربط محتواك بالعواطف والقصص التي تُثير المشاعر». وبهذه الخطوات، ستتمكن فعلًا من إدارة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي ونشره بفاعلية وكفاءة منقطعة النظير!