الرئيسية
\
المقالات
\

خطة تدريب الموظفين: كيف تصمم خطة تعزز كفاءة موظفيك؟

بواسطة 
أحمد عبد الوهاب

يهتم العديد من قادة الفِرق بإعداد خطة تدريب الموظفين؛ نظرًا لاتفاقهم الآن أكثر من أي وقتٍ مضى على أهمية تحسين مهارات فريقهم. وهذا ما دفع 35% من المنظمات إلى زيادة ميزانية تدريبها من 6% إلى 15% عام 2022، وفقًا لاستبيان استهدف الشركات الأمريكية التي يزيد عدد موظفيها عن 100 موظف. 

ولا يتوقف الأمر هنا، فما يقرب من 51% من مديري الموارد البشرية يرون أن أفضل طريقة لسد فجوة المهارات في شركاتهم هي بتدريب الموظفين. لذلك السؤال الذي يهمنا الإجابة عنه هنا: كيف تستطيع إنشاء خطة تدريبية احترافية تُطوِّر من مهارات فريقك فعلًا؟ 

لكن أولًا: ما هو تعريف خطة تدريب الموظفين؟ 

يمكن أن نُعرِّف خطة التدريب على أنها نهج منظم وعملي يتضمن تزويد العاملين بالمهارات اللازمة والمعرفة الكافية؛ ليؤدوا عملهم على أكمل وجه. وتتنوع البرامج التدريبية وفقًا لاحتياجات الموظفين وأهداف الشركة الحالية والمستقبلية والتحديات التي تواجهها؛ إذ إن هناك العديد من الأنواع التدريبية التي يمكنك الاطلاع عليها في هذا المقال الذي شرحت فيه أهم الأنواع التي ينبغي معرفتها. 

وفوائد خطة تدريب الموظفين كثيرة؛ فهي تساعدك على كسب ثقة الفريق وجذب الكفاءات وتحفيز العاملين على البقاء في مؤسستك؛ لأن ما يقرب من نصف العاملين يراعون فرص التطوير الوظيفي عند اختيار مكان العمل. 

ولا تقتصر فوائد إعداد خطة تدريب الموظفين عند هذا الحد، لأنك ستحقق من خلالها ما يلي: 

  • الاحتفاظ بالموظفين لمدةٍ أطول: إذ رجح 76% من العاملين بقائهم في الشركات التي تقدم لهم تدريبًا مستمرًا. 
  • زيادة قدرتك على التكيف: لأن خطط التدريب تُمكِّن شركتك من مواكبة تغيرات السوق المستمرة والمفاجئة، وهذا ما يتفق عليه الكثير من أصحاب المؤسسات الذين يرون التدريب المهني على أنه عامل أساسي للمحافظة على حيوية شركاتهم ومرونتها. 
  • الوصول لأهدافك بفاعلية وكفاءة أكبر: لأن خبرة الموظفين ستنعكس تلقائيًا على جودة خدماتك المقدمة؛ مما يقربك من أهدافك ويزيد من نموك، وهذا ما تظهره الأبحاث التي أوضحت أن الشركات التي تهتم بتدريب موظفيها تُحقق معدلات نمو أعلى من غيرها بنسبة 59%.

كيفية عمل خطة تدريبية للموظفين في 7 خطوات فقط

1. حدد في البداية المهارات التي تنقص فريقك 

المطلوب منك في هذه الخطوة أن تتعرف على فجوة المهارات الموجودة في شركتك، والتي عادةً ما تعتمد على:

  • المستجدات التقنية الجديدة التي تظهر في السوق: مثل أدوات الذكاء الاصطناعي وما أحدثته من تغييرات كثيرة في بيئة العمل.
  • التغيرات المفاجئة في المجتمع أو الدولة: مثل التحديات التي قابلتها الشركات وقت جائحة كوفيد-19 أو تبعات التضخم الاقتصادي. 
  • مدى فاعلية الموظفين وكفاءتهم: إذا وجدت على سبيل المثال أن إنتاجية شركتك تقل أو تتدهور أو لا تناسب الأهداف المرجوة. 

وبناءً على فهم هذه المعطيات، أنصحك هنا بإنشاء خطة تدريب قصيرة الأمد تتلائم مع احتياجاتك الحالية، ومع ذلك لا تغفل عن وضع خطة تدريب أخرى طويلة الأمد؛ حتى تكون مستعدًا لأي أحداث مفاجئة. 

ولكن كيف تتعرف فعلًا على المهارات التي تنقص فريقك؟ 

  • استشر الموظفين: أنصحك هنا بإجراء استبيان سريع أو عمل مقابلة مع فريقك، ومن ثم سؤالهم عن المهارات التي يحتاجون تحسينها أو معرفتها.
  • حلل أداء المنافسين واتجاهاتهم: من المهم أن تعرف الأساليب والأدوات التي يستعين بها المنافسون؛ لأنها تزودك بمعلومات ضرورية عن مناطق القوة والضعف في إستراتيجيتك. 
  • أعد تحليل احتياجات شركتك بناءً على أهدافك الحالية: من المقبول أن تُحَدًّث أهدافك من وقتٍ لآخر تبعًا لنمو مؤسستك ومرحلة التقاءك بالعميل، لذلك انظر مرةً أخرى إلى الهيكل التوظيفي وقَيِّمه من جديد؛ لأنك قد تجد العديد من المهارات الجديدة التي يلزمك التسلح بها. 

تذكر: تحديد احتياجاتك عامل مهم جدًا ولا يجب أن تتركه للصدفة أو لاختيار الموظفين. فقد توفر بعض الشركات دورات تدريبية متنوعة لموظفيها دون أن تُلزمهم بدورة معينة؛ آملةً بذلك توفير مرونة للعاملين حتى يختاروا ما يشاؤون.  

ولكن عيوب هذه الطريقة أكثر من مميزاتها، وهذا ما توضحه جينيفر مورهيد، الرئيسة التنفيذية لشركة Flex HR المتخصصة في تقديم الاستشارات التوظيفية: 

«كنا نمتنع عن التدخل في تدريب الموظفين؛ أي نسمح لهم باختيار أي تدريب مهني يريدونه. أدى هذا في بعض الأحيان إلى عدم التوافق بين محتوى الدورة التدريبية وثقافة شركتنا أو أهدافنا المطلوبة. ولمعالجة هذا الأمر، اعتمدنا نهجًا منظمًا من خلال إعداد خطة تدريب للموظفين متوافقة مع رؤيتنا. ونتج عن ذلك تلقي كل موظف التدريب الملائم والمتطابق مع دوره في المؤسسة». 

2. انتقِ الأهداف التدريبية 

فكر هنا في الأهداف التي ترغب في تحقيقها بعد الانتهاء من خطة تدريب الموظفين. ومن الضروري أن تكون أهدافك واقعية ومخصصة ويمكن قياسها. 

على سبيل المثال، إذا كنت مسؤولًا عن فريق التسويق وأردت تدريب فريقك على كتابة نصوص الفيديو، من المفيد أن تضع هدفًا محددًا، مثل: التأكد من قدرة كل فرد في الفريق على كتابة نص فيديو مدته خمس دقائق. 

وفيما يلي بعض الأسئلة التي قد تساعدك على تحديد الأهداف: 

  • ما النتائج التي تسعى إلى تحقيقها في الوقت الحالي في شركتك؟ 
  • كيف يمكن أن تصف التدريب الناجح للموظفين؟ 
  • كيف ستساهم الدورة التدريبية في زيادة معرفة الفريق أو صقل مهاراتهم؟ 
  • هل يفيد التدريب الموظفين على المستوى الشخصي؟ 
  • كيف يمكن الاتفاق على أن الدورة التدريبية أتت بثمارها واستفاد منها الفريق فعلًا؟ 
  • هل هناك أي تحديات تتوقع أن يقابلها فريقك في أثناء التدريب؟ كيف يمكن مساعدته على تخطيها إن وُجدت؟ 
  • ما الذي يحتاجه الفريق حتى ينجح في استيعاب محتوى الدورة وتحقيق الاستفادة القصوى منها؟ 

3. اختر الوسائل التدريبية المناسبة 

الخطوة التالية هنا هي اختيار الطريقة التي ستُوصل بها خطة التدريب للموظفين. وعادةً ما تنقسم طرق التدريب إلى قسمين رئيسيين: 

  1. خطة تدريب رسمية: مثل المحاضرات والمؤتمرات والاجتماعات التدريبية، بالإضافة أيضًا إلى الدورات الرقمية التي توفرها الشركة لموظفيها. 
  2. خطة تدريب غير رسمية:  مثل توجيه أحد الموظفين الجدد بملازمة موظف قديم والتعلم منه، أو إعطاء فرصة للمتدرب لتجربة الأمور بنفسه بالطريقة التي يُفضلها ولكن تحت إشراف شخص أكثر خبرة. 

وعلى كل حال، أنصحك هنا بالدمج بين الطريقتين؛ حتى تحصل على أفضل نتيجة، لأن التدريب الرسمي قد يُلزم الموظفين فعلًا بإنهاء الدورة ولكنه قد لا يوفر لهم فرصة التطبيق أو تجربة الأمر بأنفسهم. 

وفيما يلي بعض الأفكار التي يمكن أن تضيفها إلى خطة تدريب الموظفين:  

  • التدريب المباشر تحت إشراف مدرب خبير: يمكن أن تُسند مهمة تدريب فريقك إلى خبير محترف ينقل لهم خبرته بطريقة مباشرة وتفاعلية على أر ض الواقع لمدة زمنية معينة. ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من التدريب هو تدريب الأطباء حديثي التخرج؛ إذ يتلقون تدريبًا مباشرًا من طبيب أكثر خبرة. 
  • التدريب من خلال الدورات الرقمية: توفر هذه الدورات مرونة وسلاسة بسبب سهولة الاطلاع عليها في أي وقت ومكان. 
  • التدريب من خلال الألعاب: يهدف هذا النوع إلى تثبيت المعلومات المهمة بطريقة مرحة عن طريق المشاركة بألعاب معينة، مثل: محاكاة بيئة العمل أو لعب الأدوار وتبادلها أو الاشتراك في مسابقة. 

4. قَيِّم موارد خطة تدريب الموظفين 

اجمع الموارد التدريبية المتاحة وحدد ما إذا كنت بحاجةٍ إلى أي موارد أو وسائل إضافية. وتتضمن هذه الخطوة تحديد ما يأتي: 

  • ميزانية خطة تدريب الموظفين.
  • أي وسائل تقنية ستحتاجها.
  • الأدوات التي ستستخدمها في التدريب (على سبيل المثال، إذا كنت ستدرب فريقك على استخدام برنامج أدوبي فوتشوب، في هذه الحالة ستحتاج إلى شراء نسخة لكل موظف، والتأكد من عمل البرنامج بكفاءة على حواسيبهم).

وتساعدك الأسئلة التالية على تخطي هذه الخطوة بنجاح: 

  • ما الوسائل التي ستدرب بها فريقك؟ فكر هنا في الفيديوهات والعروض التقديمية والكتب والكتيبات وغيرها من أنواع المحتوى المكتوب والبصري. 
  • هل هناك أي وسائل أو وسائط تدريبية استخدمتها سابقًا وبإمكانك إعادة استخدامها في هذه الدورة التدريبية؟ 
  • مَن الأشخاص الذين سيدربون فريقك؟ هل تواصلت معهم ولديك علم بتكلفة تعاونهم معك؟ 
  • هل ستستخدم أي برامج أو تطبيقات رقمية في أثناء التدريب؟ ما هي خطط الأسعار؟ 
  • ما هي الميزانية الإجمالية لتدريب موظفيك؟ تذكر أن الميزانية المرتفعة ستساعدك على تعيين مدربين أكثر خبرة ومن قدرتك على توفير التدريب لمدة أطول، في حين ستُحجِّم الميزانية المنخفضة من نوعية التدريب ومدته.  
  • هل لديك مكان مناسب لتدريب الموظفين؟ ينطبق هذا السؤال في حالة التدريب على أرض الواقع فقط، أما إذا كنت ستدرب فريقك من خلال برامج افتراضية (مكالمات فيديو أو اجتماعات زوم)، فيكفي أن تجهز البرنامج المناسب. 
  • هل ستشتري أي دورة تدريبية رقمية؟ 
  • هل يمكنك استخدام أي مواد تدريبية من الإنترنت؟ فكر هنا في فيديوهات يوتيوب والدورات التعليمية المجانية والمقالات الشاملة. وجود هذا النوع من المحتوى مهم جدًا؛ لأنه يوفر عليك الكثير من الوقت والمجهود، ويُقلل كذلك من التكلفة. 

5. عيِّن جدولًا زمنيًا لخطة التدريب 

يعتمد الجدول الزمني على طريقة التدريب التي ستعتمدها. على سبيل المثال، تتميز طرق التدريب غير الرسمية بمدة زمنية مرنة، ما يعني أن المتدرب قد يُنهي تدريبه بعد أسبوع أو شهر مثلًا؛ وفقًا لسرعة استيعابه وقدرته على تنفيذ المخرجات المطلوبة منه بنهاية التدريب. 

تقل هذه المرونة في حالة تدريب الموظفين من خلال الدورات الرقمية أو التدريب الشخصي على أرض الواقع؛ إذ يتحتم على العاملين إنهاء هذه الدورات في وقتٍ محدد والالتزام بالجدول المعتمد. وعلى أي حال، أنصحك هنا بمشاركة الجدول الزمني مع الموظفين من اليوم الأول من التدريب، ومَكِّنهم أيضًا من متابعة تقدمهم بأنفسهم. 

لذلك من المفيد أن تشارك مع فريقك ما يأتي: 

  1. جدول خطة التدريب: شارك معهم أيام الجلسات التدريبية، وعدد ساعات كل جلسة. يمكن أن تشارك معهم أيضًا محتوى كل جلسة؛ حتى يكونون أكثر استعدادًا. 
  2. آلية محددة لمتابعة إنجازهم: من المفيد أن تشارك مع فريقك رابطًا معينًا يسجلون عليه إنجازاتهم ويضعون علامة «صح» مثلًا على الجلسات التي اجتازوها في حالة الدورات التدريبية الرقمية. ستساعدك هذه الطريقة على متابعة التدريب والتأكد من انتظام العاملين على التعلم. 
  3. تنبيه المتدربين بالتأخير أو التخلف أو الإتمام: إذا كانت دورتك التدريبية منقسمة  إلى أكثر من جزء أو مستوى، أنصحك هنا بتنبيه كل موظف حينما يتخلف عن الموعد المحدد لإنهاء المستوى المقرر، كما تستطيع إرسال رسالة تشجيعية أو هدية مثلًا لمن أنهوا المستوى في الوقت المطلوب. هذه الآلية مُشجعة جدًا خاصةً إذا دربت فريقك من خلال الدورات الرقمية. 

6. أنشئ المحتوى التدريبي 

من المعروف أن كل موظف يتعلم بطريقته الخاصة؛ فهناك موظفون يميلون أكثر للتعلم البصري، وآخرون يستوعبون المواد المكتوبة بسرعةٍ أكبر. لذلك من الضروري معرفة أنسب طريقة تتوافق مع معظم الموظفين. ويُفضل أن تنوع هنا من محتوى الدورة التدريبية؛ بأن تمزج أكثر من وسيلة، مثل استخدام مقاطع الفيديو والاختبارات التفاعلية وكذلك المقالات والكتب. 

من المهم أن تسأل نفسك هذه الأسئلة وتجيب عليها:

  • ما المحتوى الذي يُفضله ويستوعبه الموظفون بصورة أفضل؟ 
  • ما الوسائط التي يسهل على الفريق التعامل معها؟ 
  • كيف يُفضل فريقي تصميم فيديوهات التدريب أو المحتوى المكتوب؟ 
  • هل هناك منصة رقمية سننشر عليها محتوى الدورة التدريبية؟ هل يعرف جميع الموظفين كيفية استخدام تلك المنصة؟ 

7. اتفق على آليات واضحة لتقييم خطة تدريب الموظفين 

تقييم النتائج التدريبية أمر لا غنى عنه إذا أردت فَهم فعالية التدريب الذي قدمته للموظفين وكيف تفاعلوا معه. إضافةً إلى ذلك، فهو يفيدك في تحسين الدورات التدريبية القادمة وزيادة كفاءتها. لذلك، من الضروري وضع معايير للتقييم واضحة وواقعية. 

وإذا أبليت بلاءً حسنًا، فمن المتوقع أن يؤثر هذا التدريب إيجابيًا على أداء الموظفين وإنتاجيتهم وطريقة تفاعلهم في بيئة العمل. ولكن إلى جانب ذلك، أوصي هنا بالنظر إلى ما يأتي: 

  • مستوى الإنجاز: حلل أداء الموظفين خلال التدريب، وتعرّف على مستوى تفاعلهم وإنجازهم. إذا وجدت أن التدريب يسير بسرعة أقل من السرعة المتوقعة، فمن المهم أن تسعى إلى فهم الأسباب وتغييرها؛ حتى تضمن حصول العاملين على تدريب أكثر فعالية. 
  • آراء الموظفين بعد التدريب: شجع فريقك بنهاية الدورة التدريبية على إبداء آرائهم حول محتوى الدورة واحترافية المدرب وتوفر الوسائل والبرامج التقنية. يمكن أن تتعرف على آراء المتدربين من خلال: some text
    • عقد اجتماع مخصص بنهاية الدورة التدريبية يعبر فيه كل موظف عن تقييمه بالتفصيل. 
    • مشاركة استبيان إلكتروني أو ورقي بنهاية التدريب.
    • عمل نتائج استطلاع مجهولة إذا شعرت بتردد الموظفين أو عزوفهم عن المشاركة. 
  • نسبة الأهداف التي حققتها: انظر إلى الأهداف الموضوعة قبل بدء التدريب وتحقق من قدرتك على الوصول إليها. 

من المفيد أن تتعرف خلال تقييم نتائج التدريب على إجابات هذه الأسئلة: 

  • ما مستوى رضا الموظفين عن التدريب؟ 
  • هل استفاد الموظفون من التدريب فعلًا على المستوى الشخصي والمهني؟ 
  • ما التحديات التي قابلوها في أثناء التدريب؟ 
  • ما مدى اختلاف هذه التحديات مع التحديات المتوقعة؟ 
  • ما هي آراء المدربين عن مستوى الفريق؟ وما هي نصائحهم للدورات القادمة بناءً على مستوى الفريق الحالي؟ 
  • هل كان محتوى الدورة التدريبية بالنسبة للموظفين سهلًا أو صعبًا؟
  • هل كان الجدول الزمني كافيًا؟ 
  • هل نجح المدربون في إيصال محتوى الدورة بسهولة وكفاءة؟ 
  • هل كانت الوسائل التدريبية كافية؟ 
  • هل كانت ميزانية التدريب مناسبة؟ 

 تعرّف على ما يجب تجنبه في أثناء عمل خطة تدريب الموظفين 

قد ترتكب العديد من الأخطاء في أثناء إعداد الخطة لتُقابل نتائج غير متوقعة، مثل عدم استفادة فريقك من التدريب أو إنفاق ميزانية أكبر مما تسمح به مواردك الحالية. وبناءً على ذلك، من المهم أن تتعرف على السلوكيات الخاطئة التي قد تُعرقل من نجاح خطتك التدريبية، مثل: 

إلزام الموظفين بالخطة دون شرح 

إلزام الفريق بالخطة التدريبية دون شرح أسبابها أو أهميتها أحد أهم الأخطاء الشائعة التي يرتكبها العديد من القادة، لأنه إذا لم تكن  أسباب الدورة التدريبية واضحة للفريق، فسيصعب عليهم الإيمان بأهميتها أو التحمس لإنهائها. لذلك تأكد من إدراك كل موظف لأهداف خطتك، ومن موازنة احتياجاتهم مع احتياجاتك. 

يقول إيلي حبيب مؤسس شركة «أنغامي» المشهورة واصفًا طريقته الفعالة في إدارة فريقه: 

«عندما أريد شيئًا من فريقي، لا أقول لهم: «رجاءً إجراء واحد، اثنان، ثلاثة»، ولكن بدلًا من ذلك أقول: «هذه هي المشكلة التي نواجهها، يواجه المستخدم هذه المشكلة وهو عاجز عن فهم هذه الخاصية، فما رأيكم في القيام بواحد، اثنين، ثلاثة؟ وهل هذه الأشياء منطقية؟ دعونا نجربها». 

توضح هذه الطريقة أسلوبًا مختلفًا للقيادة، لأنها تُحفزّ الموظفين على تجربة الأشياء أو الاقتراحات المقدمة من قائد الفريق بناءً على معطيات محددة يفهمون على أساسها المشكلة التي يواجهونها أو الأسباب التي تدفعهم لاتخاذ إجراء معين. 

ينطبق الأمر نفسه حينما تود تدريبهم على مهارة جديدة، فلا تذهب إليهم مباشرةً وتخبرهم: «هذه دورة تدريبية جديدة، يجب عليكم التسجيل فيها بأسرع وقت»، بل وَضِّح لهم التحدي الذي تواجهه، وكيف سيفيدهم هذا التدريب سواءً على المستوى المهني أو الشخصي، ولماذا تعتقد أنهم بحاجةٍ إليه. 

لكن ربما تسألني هنا: لماذا من المهم أن أتبع هذا الأسلوب وأُبرر لهم؟ 

إذا فكرت معي، ستجد أن هذا الأسلوب يختصر عليك الكثير من الوقت، ويُقرِّب فريق العمل منك ويُعرفهم على احتياجاتك. ينتج عن ذلك توازنًا أكبر؛ لأنه سيسمح لهم أيضًا بمشاركة احتياجاتهم أو آرائهم؛ مما يُحوِّل التواصل بينكما من مجرد أمر وتنفيذ إلى تجربة وتشاور. 

وهذا ما يؤكده «إيلي حبيب» في تجربته مع فريقه، إذ يحكي أنه طلب من أحد المهندسين أن يُصلح عيبًا معينًا، ولكنه تفاجأ من عدم إصلاح الموظف لما طلبه، بل أصلح ما اعتقد أن المشكلة نتجت عنه. يقول إيلي موضحًا سبب تصرف المهندس: 

«الفكرة هي أنني عندما أخبرت المهندس بأن ينظر إلى نقطة (أ) و(ب)، لم يعتقد أن هذا منطقي؛ لذا لم يتبع تعليماتي. في حين لو أنني أمضيت 30 ثانية فقط في توضيح بعض المعلومات الأساسية حول المشكلة وشرحت له مبررات تفكيري، فقد يتمكن من إصلاح المشكلة في 30 ثانية أخرى فقط… لذا، ومنذ ذلك الوقت، أدركت مدى أهمية تقديم المعلومات الصحيحة وشرح المبررات: لمَ تريد أن تفعل ذلك». 

التقيد بتوقعات لا يمكن قياسها أو تحقيقها

يرغب كل قائد فريق بالحصول على أفضل نتائج، مما يدفع العديد من القادة إلى وضع أهداف طموحة جدًا قد تحبط الموظفين في النهاية؛ لأنهم سيشعرون بعدم واقعيتها وبأنها بعيدة المنال ولا يمكنهم تحقيقها، لذلك أنصحك بوضع أهداف ملموسة يمكن قياسها في جدول زمني قصير أو متوسط الأمد؛ حتى لا تُرهق الفريق وتستطيع حصد النتائج؛ مما يحفزهم على بذل مجهود أكبر مع كل دورة تدريبية. 

الالتزام بجدول زمني غير كافٍ

من الصعب أن تحصد النتيجة المرجوة إذا كثفت محتوى خطة تدريب الموظفين في وقت ضيق جدًا؛ لأن هذا سيضغط الفريق ويصرف انتباههم عن تطبيق المهارات التي تعلموها نظرًا لضيق الوقت. لذلك، اسمح بمرونة زمنية توفر لهم فرصة لتجربة ما تعلموه أكثر من مرة. وتجنّب أيضًا تدريب الموظفين على أكثر من مهارة في الوقت نفسه؛ بل الأفضل التركيز على مهارة واحدة في كل جلسة تدريب. 

تجاهل تعليقات الموظفين وآرائهم حول خطة التدريب

كما أوضحت في الفقرات السابقة، تعد تعليقات الفريق عاملًا مهمًا في تقييم نجاح الدورة التدريبية؛ لأنها تُبيِّن لك مناطق القوة والضعف، وتُرشدك إلى الاتجاهات الأخرى التي ستنقل خطط التدريب المستقبلية في شركتك إلى مستوى أكثر احترافية، لذلك اسعَ دومًا إلى معرفة آراء الموظفين وأكِّد لهم أهمية مشاركتهم. يعزز ذلك أيضًا من ولاء العاملين وثقتهم في منظومتك. 

يؤكد الكاتب الأمريكي بيتر نولتي أهمية الاستماع إلى آراء الموظفين بقوله: 

«من بين جميع مهارات القيادة، يعد الاستماع أكثر المهارات قيمة، على الرغم من أنه أقل المهارات فهمًا. يستمع معظم القادة العاديين إلى موظفيهم في بعض الأحيان، لكن القادة العظماء لا يتوقفون أبدًا عن الاستماع، وهذه هي طريقتهم في رؤية المشكلات والتعرف على الفرص غير المرئية قبل أي شخصٍ آخر». 

ملخص نموذج خطة تدريب موظف جديد

عَيِّن كلًا مما يأتي: 

  • أهداف خطة التدريب: حدد أهداف التدريب المطلوبة ومدتها الزمنية. 
  • طرق التدريب: اختر هنا الطرق التدريبية التي ستتعبها؛ هل ستُدَرِّب فريقك رقميًا أم واقعيًا على أيدي خبير؟ فكر أيضًا في طرق التدريب غير الرسمية، خاصةً للموظفين الجدد. 
  • الجدول الزمني ومحتوى التدريب: حدد هنا محتوى الدورة بناءً على أيام التدريب، وشارك مع فريقك الجدول الزمني ليُنظموا أوقاتهم عليه. 
  • موارد التدريب ووسائطه: حدد في هذه الخطوة الميزانية المطلوبة وأدوات التدريب. 
  • الأنشطة التدريبية: اختر مجموعة من المهام أو التمارين أو الدروس المطلوبة خلال فترة التدريب، والتي ينبغي على الموظف عملها حتى ينجح في اجتياز الدورة. يمكن أيضًا أن تعقد اختبارات دورية واختبار نهائي؛ ضمانًا لاستيعاب الفريق لما درسوه في التدريب. 
  • مقاييس المتابعة والتقييم: شارك مع الموظفين آليات المتابعة التي ستعتمدها في أثناء التدريب، واشرح لهم طرق التقييم التي ستقيس على أساسها استفادتهم. 

الخلاصة 

في النهاية، معرفة ‍كيفية عمل خطة تدريبية للموظفين خطوة ضرورية لأي قائد فريق يهتم بنجاح مؤسسته، لذلك من المهم أن تتبع الخطوات المذكورة بالمقال وتُطَوعها وفقًا لاحتياجاتك. ومع أن تدريب الموظفين قد يكون مكلفًا في الكثير من الأحيان، ولكنّي أنصحك بالنظر إليه على أنه استثمار ستعود فوائده عليك مستقبلًا. 

وهذا ما يتفق عليه 90% من مسؤولي الموارد البشرية؛ إذ يرون أن تدريب العاملين يعزز من إنتاجيتهم ويُطور من مهاراتهم فعلًا. ويؤمن 85% منهم بتأثير التدريب إيجابيًا على نمو شركاتهم. تؤكد لنا هذه البيانات أن التكلفة المبذولة في إعداد خطة تدريب الموظفين تستحق فعلًا.