ليس أمرًا سهلًا أن تجد الموظفين المناسبين لثقافة شركتك وأهدافها، فضلًا عن إيجاد الأشخاص المؤهلين فعلًا لتأدية دورهم الوظيفيّ المطلوب منهم. ولعل ذلك هو السبب الرئيسي الذي يجعل من حلول التوظيف رُكنًا أساسيًا للشركات الراغبة في استقطاب المزيد من الكفاءات بإنجازٍ وسلاسة.
وإذا نظرنا معًا بعناية إلى الوضع الحالي، سنرى أن هناك العديد من حلول التوظيف التي يعدك أصحابها بخياراتٍ عديدة ومزايا جذابة. ولكن ليس من المنطقيّ اختيار حل وظيفيّ دون معرفة المعايير اللازمة لاتخاذ قرارٍ مُربحٍ ومناسب.
لذا، إن كنت تتساءل عن طبيعة عمل حلول التوظيف وما هي المعايير التي يجب أن تختار على أساسها، فهذا المقال هو كل ما تحتاجه لمعرفة ذلك وأكثر.
لكن أولًا..
يمكننا تعريف حلول التوظيف على أنها مجموعة من الأدوات التي تُسهِّل على الشركات إيجاد المرشحين المناسبين، وعادةً ما يتم ذلك من خلال تيسير عملية استقبال الطلبات وإرفاق السير الذاتية، ومن ثم تمكين الشركات من فرز الطلبات وانتقاء أفضلها مرورًا بباقي مراحل عملية التوظيف التي تنتهي باختيار المرشح المثالي.
ولكن لاحظ هنا أنه وفقًا للعديد من الخبراء، فإن مفهوم حلول التوظيف متشعبٌ ويمكن إطلاقه على أي منصة أو أداة تدعم عملية التوظيف السَلِسة؛ بدءًا من برامج غربلة طلبات المتقدمين وصولًا إلى وكالات التوظيف المتخصصة، التي تُوفِّر فريقًا متخصصًا لمساعدة الشركات في جميع مراحل عملية التوظيف، أي هي تعمل كوسيط بين أصحاب المنشآت والموظفين المحتملين.
خلاصة السالفة: تختصر الحلول الذكية للتوظيف الكثيرَ من الوقت والمجهود وتزيد من فرص الحصول على موظفين محترفين، كما أنها تُزوِّد المرشحين بتجربة تقديم سهلة وسَلِسة تُشجعهم على الالتزام والمتابعة والثقة باحترافية الشركة، مما يعني أنها أداة مهمة ومفيدة للطرفين.
تخيل معي هنا أنك مسؤول عن شركة خدمة عملاء ناشئة، ولديك 50 موظفًا. وترك 5 أشخاص منهم العمل في أقل من شهرين، ربما لن يُوثِّر ذلك على أدائك بنسبةٍ كبيرة ويمكنك التحمل لمدةٍ زمنيةٍ معقولة. وفي هذه الحالة، قد تُفوّض بعض مهام الأشخاص المستقلين إلى الموظفين الحاليين في فريقك ريثما تُوظّف أشخاصًا مؤهلين للعمل معك.
ولكن تحميل الموظفين الحاليين ضغط عملٍ إضافي لفترةٍ طويلة أو متكررة لا يمكن أن يكون إستراتيجية مُعتمدة أو ثابتة في شركتك، لأنهم في النهاية سيشعرون بالاستغلال وستضعف إنتاجيتهم وسيقل ولائهم إلى الشركة، مما يزيد من احتمالية مغادرتهم إذا لم تجد حلًا توظيفيًا عمليًا وسريعًا.
ومن هنا تأتي أهمية حلول التوظيف التي تصلك بالكفاءات التي تناسب شركتك وتُمَكنك من استقبال طلباتهم ومتابعة عملية توظيفهم باحترافية وسرعة تَحمي بها جهود موظفيك وإنتاجيتك.
وفيما يلي بعض التحديات الشائعة التي تحلها الحلول الممتازة للتوظيف..
تُؤدِّي قرارات التوظيف السيئة إلى معدل دوران مرتفع. وذلك لأن الموظف غير المناسب لن يجد شركتك مكانًا مثاليًا للعمل، مما يدفعه إلى التخاذل عن أداء مهامه وتركه للشركة فيما بعد. يُولِّد ذلك ضعفًا في الإنتاجية ويزيد من التكاليف. تقدِّر بعض الإحصاءات أن تكلفة استبدال موظف واحد قد تتراوح بين 0.5 إلى ضعفي راتبه السنوي.
ولكن مع حلول التوظيف، يمكنك إيجاد الموظفين المناسبين فعلًا لوظائفك الشاغرة. ويتحقق ذلك بفضل إستراتيجية التوظيف السريعة التي تربطك بأصحاب المهارات المستعدين للعمل فورًا. ستتمكن أيضًا من فلترة المرشحين ومتابعة الطلبات واستخلاص أفضل المتقدمين الذين يتمتعون بالمهارات المطلوبة.
ملحوظة في الصميم: تتولى الحلول المتكاملة للتوظيف الكثير من المهام الإدارية نيابةً عنك. يُحسِّن هذا الأمر من جودة عملية التوظيف ويُوفِّر لك الوقت والمجهود للتركيز على العمليات الأكثر إبداعًا والتي تحفظ طاقتك وتُقدره.
أتذكر أنني كنت مسؤولًا عن توظيف كُتابٍ محترفين للعمل معي على مشروعٍ معين منذ 3 سنوات. ولقد بحثت في دائرة معارفي دون أجد العدد المطلوب، ثم تطرقت للبحث في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض منصات التوظيف شائعة الاستخدام؛ لأجد عددًا مهولًا من المرشحين الذين يتقدمون إلى العمل دون حتى أن يقرأوا تفاصيله ومسؤولياته أو يُرفقوا الملفات المطلوبة.
ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، بل كانت عملية استقبال ملفات السير الذاتية وقراءتها وتصفيتها أمرًا شاقًا، فضلًا عن الوقت المستغرق في مراجعة معارض أعمال الكُتّاب للتأكد من توافق خبرتهم مع أهداف المشروع. أضف إلى ذلك، المجهود المبذول في مناقشة العروض والتفاوض والاتفاق على العمل ومبادئه.
وفي الحقيقة، ما استمر الأمر طويلًا حتى شعرت بالإرهاق والمحدودية والكسل عن متابعة باقي الطلبات، إذ ولّدت عملية التوظيف بهذا الأسلوب إحباطًا قويًا.
ومع سلبيات هذه الطريقة التقليدية، فهي لا تضمن لك -بعد كل هذا الجهد- استقطاب الكفاءات التي تبحث عنها. لذا، لن أُبالغ إن قلت إنه في بعض الأوقات يبدو البحث عن مرشحين مؤهلين يتوافقون مع رؤية الشركة وقِيمها كالبحث عن إبرة في كومة قش، خاصةً للمشاريع عالية التخصص أو الشركات الطموحة.
وهذا ما يجعل حلول التوظيف عنصرًا أساسيًا لمعالجة نقص المواهب، لأنها عادةً ما تربطك بمرشحين متحمسين للعمل ولديهم الحد الأدنى من المهارات المطلوبة، إن لم يكن لديهم المهارات التي تحتاجها بالضبط.
كما أوضحتُ لك بالأعلى في تجربتي مع توظيف الكتاب، فإن عمليات التوظيف التقليدية تستهلك طاقتك ووقتك بطريقةٍ أو بأخرى من خلال أحد العناصر الآتية:
خلاصة السالفة: إذا فكرت معي هنا، ستجد أن كل عنصر من هذه العناصر يندرج بأسفله مهامًا أخرى تسلب تركيزك وتُشتت مجهودك، مما يزيد من احتمالية اختيار الموظفين غير المناسبين. الأمر الذي يجعل طريقة التوظيف التقليدية غير مجدية بالنسبة لكمّ المجهود المطلوب لتنفيذها أو العائد الاسثتماري ROI. وهذا ما تعالجه الحلول الذكية للتوظيف بفضل مزاياها المتكاملة والسَلسة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو..
من المهم أن تضع يديك على نقاط الألم التي تُواجهها في عملية التوظيف الحالية في شركتك. يساهم هذا في معرفة أهم مناطق الضعف التي يجب معالجتها. ولمساعدتك في فعل ذلك، قيِّم كفاءة التوظيف في شركتك وتعرف على الوقت الذي تستغرقه لتعيين أحد الموظفين الجدد، ثم اسأل نفسك هذه الأسئلة:
توصية في الصميم: لا تنسَ أن تُحدد ميزانيتك المالية في هذه الخطوة؛ اسأل نفسك عن تكاليف عملية التوظيف الحالية، ولكن ضع في اعتبارك أن التكلفة المالية ليست كل شيء. فكّر في الفوائد طويلة الأجل التي ستُجنيها من عملية التوظيف السريعة والسلسة، إنه استثمارٌ في أصول شركتك وطريقتها الإدارية، ما يعني أن العائد الاستثماريّ من توظيف مرشحين أكفّاء مضمون على المدى البعيد (وربما القريب أيضًا، يكفي سهولة التعامل وسرعة استقبال الطلبات وتتبعها!).
بعد أن حددت احتياجاتك ومعاييرك، انطلق هنا في تقييم حلول التوظيف المتاحة. يمكن أن تطلب عرضًا تجريبًا أو تتواصل مباشرةً مع مسؤولي الأداة المُرشحة؛ استفسر عن أساليبهم المستخدمة في فحص المرشحين وتتبع طلباتهم، اسألهم عن مجالات التوظيف التي يهتمون بتغطيتها، وقارن بين المزايا التي يعرضونها والخطط المختلفة المتاحة.
تعرّف أيضًا على خبرتهم في هذا المجال ومدى توافق ما يعرضونه من خصائص ومزايا مع نظام العمل السعوديّ وقوانينه. ولا تنسَ سؤالهم أيضًا عن تقديراتهم لمتوسط الوقت للعثور على الكفاءات. وقد يكون من المفيد أن تطلب منهم تقارير الأداء الخاصة بهم؛ حتى تُحللها وتُوازنها مع متطلباتك.
وبعد أن تحصل على هذه المعلومات، اسأل نفسك هذه الأسئلة:
توصية في الصميم: من المهم أن تطلع على آراء المستخدمين الحاليين والسابقين. أجرِ بحثًا مفصلًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب ومنصات التقييم المختلفة؛ افهم ما الذي يقوله المستخدمون عن حلول التوظيف المحتملة، وما السلبيات أو الإيجابيات التي يذكرونها. حلل بعد ذلك هذه البيانات بناءً على أهدافك واحتياجاتك.
من الضروري اختيار حلول التوظيف التي تتسم بالشفافية في رسومها وعقودها، بلا أي تفاصيل مخفية تكتشفها في طريقك وأنت لم تكن على علمٍ بها منذ البداية. لذا، اقضِ وقتًا في دراسة هذه المسألة وافهم هكيل التسعير الذي تلتزم به المنصة. اطلع أيضًا على شروط العقد واقرأها بعناية، لكي تتجنب التكاليف والمفاجآت غير المتوقعة.
تساعدك هذه الطريقة على التأكد من موثوقية المنصة وصدقها. وفيما يلي ملخصًا سريعًا عمّا يجب فعله في هذه الخطوة:
وهذه مجموعة من الأسئلة التي يمكنك طرحها عند مناقشة التفاصيل مع متخصصي حلول التوظيف:
تَعِدك العديد من وكلات التوظيف بوعودٍ جمّة؛ قد تكون هذه الوعود على شاكلة «إيجاد المرشح المثالي بضغطة زر»، أو «توفير كل المزايا المطلوبة في عملية التوظيف بأقل ميزانية ممكنة». والمطلوب منك هنا هو تعيين معايير أساسية لن تتنازل عنها؛ لتحافظ على وقتك ومجهودك وتتمكن من استبعاد المنصات التي لا ترتقي إلى هذه المعايير فورًا بغض النظر عن الوعود الجذابة.
وفيما يلي مجموعة من المعايير الرئيسية لتقييم حلول التوظيف:
فكما قالت الخبيرة آن مولكاهي Anne Mulcahy: «الموظفون هم أعظم أصول الشركة، فهم ميزتك التنافسية. لذا، من المهم أن تجذب أفضل الموظفين وتسعى إلى الاحتفاظ بهم وتشجيعهم وتحفيزهم وجعلهم يشعرون بأنهم جزءٌ لا يتجزأ من مهمة الشركة».
وهذه بعض الأسئلة التي قد تسألها لممثلي المنصة الوظيفية:
بالتزامك بالخطوات التالية، من المتوقع أن تُحدد قائمة بحلول التوظيف المحتمل استخدامها في شركتك. وهذه مجموعة من الخطوات الأخيرة التي تساعدك على تقييم أفضل حلول التوظيف لانتقاء المنصة التي تتناغم مع احتياجاتك كليًا:
توصية في الصميم: إلى جانب ما سبق ذكره هنا، أُوصيك باختيار حلٍ وظيفيّ يهتم مسؤولوه بتحديثه ومراقبة جودة خدماته بانتظام. لذا، ركزّ مع الشركات التي تستمع إلى عملائها وتجري استبيانات تقييمية لمعرفة آرائهم ومقترحاتهم بطريقةٍ دورية.
إن كنت تتساءل عن أنسب الحلول المتكاملة للتوظيف، فدعني أُقدِّم لك منصة سكيلرز التي تُسهِّل توظيف أصحاب الكفاءات للشركات السعودية الطموحة. ودعنا نضع هنا ما ذكرته بالأعلى من معايير وخطوات لتقييم مدى كفاءة سكيلرز كحلٍ وظيفيّ متكامل:
توصية في الصميم: يصعب القول إن مميزات سكيلرز تتوقف عند هذا الحد، لأن هناك العديد من حلول التوظيف الأخرى التي ستكتشفها بنفسك بمجرد الاستخدام المبدئي للمنصة، خاصةً أن منصة سكيلرز متوافقة مع قوانين نظام العمل السعودي وتُزود جمهورها بمقالاتٍ تثقيفية ودورية على المدونة باستمرار؛ مما يجعل استخدامك آمنٌ وواضح دائمًا.
سجّل في المنصة الآن واكتشف القوة الحقيقة في التوظيف الذكي!