يختص مدير تطوير الأعمال بالعديد من المهام التي تساعد شركتك على النمو، فهو يهتم بالبحث عن الفرص وخلق المناخ اللازم لنجاح المؤسسة وتعزيز تطورها. وبتوظيفك للشخص المناسب، ستُجنب نفسك الكثير من التحديات المعقدة التي تواجهها الشركات في بداية طريقها، خاصةً أن 20% من المشاريع الجديدة تفشل في أول عامين، في حين تقترب هذه النسبة إلى 45% في أول خمسة أعوام من عمر هذه المشاريع.
وتوضح هذه الأرقام وغيرها من الإحصاءات وجود العديد من المشكلات المعقدة والمتشعبة التي تواجهها العديد من الشركات الناشئة، سواءً أكانت مشكلات إدارية أو فنية أو حتى تقنية، وهو الأمر الذي يجعل من عملية توظيف الأشخاص ذوي المهارة أمرًا ضروريًا لأي شركة ترغب في النمو والاستمرار في ظل هذه الظروف شديدة التغير والمليئة بالتحديات.
لذلك دعنا نتعرف معًا في هذا المقال على مهام مدير تطوير الأعمال وكيف يمكنك توظيفه في وقتٍ قياسي وبالطريقة الصحيحة.. لكن أولًا: ما الذي يقوم به مدير تطوير الأعمال؟
يهتم مدير تطوير الأعمال بنمو الشركة وخلق المزيد من الفرص التي تساهم في تطويرها، سواءً أتم ذلك بمتابعة العملاء وتحليل سلوكياتهم، أو التواصل مع الشركاء وبناء شراكات جديدة، أو العمل جنبًا إلى جنب مع فِرق الإدارة والتسويق والمبيعات وغيرهم.
تشمل مهام مدير تطوير الأعمال ما يأتي:
ولكن لا تتوقف مهام مدير تطوير المبيعات عند هذا الحد، بل تشمل أيضًا ما يلي:
ونتيجةً لهذه المتطلبات المتعددة، من الضروري أن يكون مدير تطوير الأعمال مُنظمًا وصاحب مهارات اجتماعية عالية تُمَكِنه من التواصل بفاعلية مع العملاء والشركاء ومختلفي صناع القرار. وهم بحاجةٍ إلى تحليل السوق ودراسته بتمعنٍ مع القدرة على بناء علاقات إستراتيجية تُمكنهم من التفاوض وغلق الصفقات لضمان تطوير المؤسسات.
تختلف احتياجات كل مؤسسة عن الأخرى، ولكن من الضروري أن تكتب قائمة مفصلة بالمهارات الأساسية التي ترغب بتواجدها في مدير تطوير الأعمال؛ لأن هذه القائمة ستُسَهِّل عليك اختيار الأشخاص المناسبين دون استهلاك الكثير من الوقت والطاقة، ففي النهاية أنت تعرف ما الذي تبحث عنه فعلًا.
وقد نُقسم في هذه الخطوة المهارات المطلوبة إلى مهارات أساسية (أي لا غنى عنها)، ومهارات مُفضل أن يمتلكها الموظف (أي مهارات تزيد من فرص قبوله في الوظيفة لكنها ليس شرطًا أساسيًا للقبول). وتفاصيل ذلك على النحو الآتي:
مهارات أساسية في مدير تطوير الأعمال:
مهارات من المُفضل تواجدها في مدير تطوير الأعمال:
يساهم الوصف الوظيفي الدقيق في التعرف على توقعاتك وتحديد أولوياتك، مما يجعل المتقدمين على دراية بثقافة شركتك وأهم المهارات والمؤهلات التي ترغب في انضمامها إليك. ينتج عن ذلك استهداف المتقدمين المهتمين فعلًا بوظيفتك وجذب مَن يتوافق مع احتياجات شركتك وثقافتها.
من المهم أن تفكر في أثناء كتابة الوصف الوظيفي في شرح المهام المتوقعة بصياغة سهلة وواضحة، اجعل وصفك دقيقًا ولكن مختصرًا قدر الإمكان بالاعتماد على النقاط الأساسية والمهمة. ركز أيضًا على جعل عرضك جذابًا وسهل القراءة ومعبرًا عن ثقافة شركتك وهويتك.
«نمو الشركات على المدى البعيد هو ما يساهم في نجاحها وتوسعها، وهنا في شركة (ضع اسم شركتك) نُرحب بالأعضاء المناسبين الذين يساهمون في تعزيز نمونا وتحقيق رؤيتنا على أرض الواقع. نحن نبحث عن مدير تطوير أعمال خبير يمكنه التعاون مع أقسام الشركة المتعددة لضمان النمو والتقاط الفرص التي تُثري من خدماتنا. من المهم أن يمتلك المرشح المثالي القدرة على تقوية علاقتنا بالعملاء والشركاء والبحث عن نقاط القوة والضعف التي يمكننا العمل عليها».
ثم أَتْبِع بعد ذلك المهارات والمؤهلات المطلوبة على هيئة نقاط مفصلة.
لا تكتفِ بنشر إعلانك على شبكات التوظيف المشهورة أو على موقع شركتك، بل أنصحك هنا بالاستفادة بمواقع التواصل المختلفة ونشر إعلانك عليها؛ فقد تختلف تفضيلات المرشحين المتعلقة بالبحث عن الوظائف. لذلك بنشر إعلانك الوظيفي على المواقع المختلفة، ستتمكن من استهداف جمهورٍ أكبر، مما يؤدي إلى تحسين فرصك في الوصول إلى المرشحين المناسبين فعلًا.
أضف إلى ذلك، أن هناك العديد من المرشحين المؤهلين لوظيفتك، ولكنهم لا يبحثون عنها بطريقة نشطة على مواقع التوظيف المعروفة، لذلك قد تغيب عنهم فرصة الترشح للوظيفة إذا اقتصرت نشرها فقط على هذه المواقع.
ومع أن نشر إعلانك على الشبكات الاجتماعية ومختلف مواقع التوظيف أمر مهم إذا رغبت في عرض وظيفتك على أكبر عدد من الجمهور، إلا أن هذه الخطوة لا تخلو من الإرهاق واستنزاف الكثير من الوقت والموارد.
لكن مع منصة سكيلرز يمكنك تجنب هذه التحديات والوصول إلى مدير تطوير الأعمال المناسب في أقل وقت ممكن؛ لأنها تجمع آلاف السير الذاتية وتُصفي الأشخاص من مواقع التوظيف المختلفة بناءً على معايير محددة ودقيقة؛ حتى تعرض لك في النهاية أفضل المتقدمين المؤهلين للوظيفة، مما يوفر عليك الكثير من الوقت والمجهود.
ألقِ نظرة متفحصة على ملفات السير الذاتية للمرشحين وانتقِ منها ما يناسب احتياجاتك الوظيفية وتطلعاتك. لاحظ أن هذه الخطوة مفيدة لتصفية المرشحين الذين لا يمتلكون الحد الأدنى من المهارات أو المؤهلات المطلوبة، لكنها لا تُعد الفيصل الوحيد أو النهائي الذي يجزم بكفاءة أحد المرشحين عن البقية.
لذلك، من المهم بعد تصفية المرشحين بناءً على سيرهم الذاتية أن تنطلق في رحلة من المقابلات الشخصية مع ما تبقى منهم لفهم طريقة تفكيره ومدى تناغمه مع دور مدير تطوير الأعمال المُنتظر. يمكن أن تُقسِّم المقابلات الشخصية إلى قسمين:
هدف هذه المقابلات هو التعرف على شخصية المرشح عن قرب، من المفيد أن تسمح للمرشحين بالتعبير عن آرائهم وتقييم مهارات الإقناع لديهم وقدرتهم على الاستماع وإيصال أفكارهم بفاعلية. يمكن أن نقول أن المغزى الرئيسي من هذه المقابلات هو فهم ثقافة المرشحين وقياس مدى ثقتهم بأنفسهم وتفاعلهم مع الآخرين.
تختص هذه المقابلات في البحث عن مؤهلات المرشح وخبراته؛ إذ يمكنك طرح الأسئلة الاستقصائية ووضع الأمثلة التفصيلية التي توضح لك مهارات مدير تطوير الأعمال وإنجازاته في الأدوار الوظيفية التي عمل بها مسبقًا. الهدف النهائي هنا أن تتعرف على طريقة المرشح في التعامل مع التحديات المختلفة وأن تتأكد من قدرته على التفكير الإستراتيجي وتحليل السيناريوهات المتعددة تحليلًا عميقًا ودقيقًا.
وفيما يلي بعض الأسئلة التي يمكنك الاستعانة بها في أثناء توظيف مدير تطوير الأعمال:
أخيرًا من المهم أن تُدرك هنا أن هدف المقابلات هو توضيح توقعاتك للمرشح المحتمل وفهم دوافعه وأهدافه المهنية، لذلك يجب ألا تتم المقابلات من جانب واحد فقط. وبناءً على هذه المعطيات، ناقش أيضًا الدور الوظيفي وقدم للمرشحين خطوطًا واضحة ونقاطًا أساسية تعبر فيها عن طريقتك في تطوير مهارات فريقك وتدريب الموظفين، وذلك لمساعدتهم على وضع توقعات متوافقة مع أهداف الشركة تحت ضوء الفرص التدريبية التي تسهم في نموهم المهني والشخصي أيضًا.
إذا اتبعت الخطوات السابقة، فستكون قادرًا على تحديد مدير تطوير الأعمال المحترف من بين مئات المرشحين، ولكن آخر ما يمكنني النصح به هنا هو تقييم المرشح بناءً على ثقافة شركتك ودراسة ما إذا كان يتلاءم مع قِيّم المؤسسة وتطلعاتها، ولا تكتفِ فقط باستقطاب الكفاءات دون النظر إلى مدى تناغمها مع شركتك.
في النهاية تذكر أن الهدف الأساسي من عملية التوظيف كما ذكرته «ماريسا ماير» الرئيسة التنفيذية لشركة ياهو: «يتعلق باستقطاب أفضل الأشخاص والاحتفاظ بهم ومن ثم رعاية بيئة إبداعية تساعدهم على إيجاد طرقٍ للابتكار».