يُشكِّل توظيف خبراء في إدراة حسابات التواصل الاجتماعي تحديًا صعبًا لمسؤولي التوظيف الذين يرغبون في تعيين أفضل الكفاءات التي تُمثِّل شركاتهم باحترافية؛ إذ تتطلب عملية التوظيف معاينة عشرات -إن لم يكن مئات من ملفات التوظيف- ومقارنة مهارات المترشحين، إلى جانب إجراء الكثير من المقابلات الشخصية مع المتقدمين والاطلاع على نماذج أعمالهم.
وتُوضح الإحصاءات أن الموظف الجديد يحتاج إلى ما يقرب من 45 يومًا ليتأقلم تمامًا مع متطلبات وظيفته؛ ومفاد ذلك هنا، أنه يصعب عليك الحكم على إنتاجية الموظف الجديد في بداية توظيفه. وستضطر إلى تحمل ضعف الإنتاجية لفترة طويلة. ولكن قد تُفاجأ هنا باحتمالية أخرى، وهي أن مَردّ الإنتاجية الضعيفة هو أداء الموظف نفسه، وليس بسبب صعوبة تأقلمه في الشركة.
مما قد يدفعك إلى إعادة النظر في عملية التوظيف واستهلاك وقت أكبر في البحث عن متخصصين جدد لإدارة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وبالتالي استنزاف مواردك وزيادة جهدك المبذول في التوظيف.
لذلك السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف تتجنب هذه النتيجة وتتمكن من تعيين خبير سعودي يُدير لك حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي بتميزٍ يُطور فعلًا من مؤسستك؟
إجابة هذا السؤال وأكثر معي هنا، لذلك اجلب قهوتك ودفتر ملاحظاتك واقرأ بعناية!
يساعد فهم احتياجاتك الوظيفية على وضع توقعات منطقية من المرشح المتقدم، كما يساهم في تحديد المهارات والمؤهلات المطلوب وجودها حتى يؤدي الموظف دوره بكفاءة وفاعلية، وبذلك تُيَسِّر على نفسك اختيار أفضل متخصصي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتوافقون مع ما ترغب به حقًا.
وفيما يلي مجموعة من الأسئلة التي تُسهِّل عليك استكشاف الاحتياجات الوظيفية:
يُعد مدير حسابات مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولًا عن تنفيذ إستراتيجيات التسويق وإدارتها عبر منصات التواصل المختلفة. وتتضمن مهامه ما يأتي:
«يتعلق التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي بخلق محتوى جذاب يجمع جمهورك معًا ويساعدك على بناء مجتمع خاص بمؤسستك. ويهدف أيضًا إلى إلهام العملاء لإجراء محادثاتٍ عميقة تُثري من وعيهم بعلامتك التجارية».
هذا ما تقوله خبيرة إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي Krystal We مختصرةً الغرض من مهام متخصصي إدارة الشبكات الاجتماعية؛ فبغض النظر عن المهام التي ستُوظِّف على أساسها متخصصًا لإدارة حساباتك، من المهم أن تفهم أن كل ما يقوم به الموظف يساعدك في النهاية على التفاعل مع جمهورك وزيادة ثقتهم بمؤسستك.
ولكن هل هناك فرق بين أخصائي مواقع التواصل الاجتماعي Social Media Specialist ومشتري المساحات الإعلانية Media Buyer؟ والإجابة: نعم، ويجب أن تفهمه حتى تتمكن من تحديد احتياجاتك وكتابة الوصف الوظيفي بدقة.
يعتني مسؤول المساحات الإعلانية (الميديا باير) بما يأتي:
في حين يهتم خبير إدارة حسابات التواصل الاجتماعي بالمهام المذكورة بالأعلى، مثل تنفيذ إستراتيجيات التسويق ونشر المحتوى والتفاعل مع الجمهور وتحليل أداء حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
من الضروري أن يمتلك مدير حسابات التواصل الاجتماعي العديد من المهارات التي تؤهله لتمثيل علامتك التجارية بصورة احترافية، ففي عالم التسويق الرقمي المحتدم، لا يُعد كل ما يُنشر على الإنترنت محتوى، بل يجب أن يُقدم محتواك قيمة.
وعندما يتعلق الأمر بمواقع التواصل الاجتماعي، صدقني حينما أقول لك إن العملاء يتوقعون منك دومًا المزيد من القيمة والمشاركة، ولن يتأتى ذلك إلا بتوظيف خبير في إدارة الحسابات يمتلك المهارات الآتية:
أضف إلى ذلك، من المفيد أن يمتلك خبير إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي معرفة كافية بفنون كتابة المحتوى ومهارات تصميم الجرافيك وبرامج معالجة الصور وتحريرها وغيرها من المهارات اللازمة للنجاح في التسويق الرقمي والإشراف عليه.
يُهمل العديد من المسؤولين كتابة وصف وظيفي واضح ودقيق، وهذا يُصعِّب من عملية استقطاب الكفاءات التي يريدونها. وإن كانت جادًا بشأن توظيف خبراء في إدارة حسابات التواصل الاجتماعي، يجب أن تُظهر لهم مدى احترافيتك، وهذا يبدأ من أول لحظة في إعلانك الوظيفي.
لذا، أنصحك هنا بكتابة وصفٍ واضح يُعبر عن متطلبات شركتك والدور المُنتظر تأديته من مدير مواقع التواصل الاجتماعي. ولا تكتفِ بذكر المؤهلات الضرورية فقط، بل أَشِر أيضًا إلى المهارات المُفضل وجودها في المترشحين، وراجع الوصف أكثر من مرة وصحح ما به من أخطاءٍ نحوية وتنسيقية إن وُجدت.
وفيما يلي نموذج نموذج استرشادي..
«نهدف إلى التواصل بفاعلية مع عملائنا وجمهورنا المستهدف، لذلك نحن نبحث عن مدير لحساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي يعرف كيف يُعزز من نمو علامتنا التجارية. نحن نؤمن في شركتنا (يمكن أن تذكر اسم شركتك هنا) بما قاله المُحلل الرقمي والمؤلف Brian Solis: «تعتمد الشبكات الاجتماعية على علم الاجتماع وعلم النفس أكثر من الإستراتيجيات التقنية»، لذا، فإننا نؤمن بتوظيف خبير يتعمق في فهم طبيعة جمهورنا المستهدف ويتعرف على احتياجاته الدقيقة، لكي يتمكن من مخاطبته والشعور به بطريقة إنسانية وصادقة.
سيقوم الموظف المقبول بتطوير إستراتيجيات محتوى حساباتنا وتنفيذها بما يتفق مع أهدافنا وميزانيتنا المقررة لتعزيز الوعي بعلامتنا التجارية والتقارب من جمهورنا، وسيعمل جنبًا إلى جنب مع أعضاء فريق التسويق والمبيعات للتأكد من تحقيق هذه الأهداف».
تُضيف بعض الشركات مهارات أخرى مطلوبة بناءً على طبيعة عملها واحتياجاتها، كأن يُشترط وجود خبرة في التعامل مع لغة الاستعلام الهيكلية Structured Query Language لأغراضٍ مختلفة، مثل جمع البيانات وتحليلها وتخزينها وإنشاء التقارير اللازمة حول فعالية الحملات التسويقية أو محتويات حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
الخطوة الرابعة هنا هي فحص ملفات المتقدمين بناءً على نماذج أعمالهم ومهاراتهم، وتجنب الاعتماد المفرط على السير الذاتية؛ إذ لا تُزودك بمعرفة حقيقية أو دقيقة عن مهارات المرشحين. لذا، أُوصي هنا بطلب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التي أدارها المتقدمين فيما مضى، وانظر إليها وحلل نتائجها. من المهم أن تُقيِّم التأثير الذي أحدثه المتقدم على تلك الحسابات.
ولكن تتطلب هذه الطريقة وقتًا ومجهودًا كبيرين، لذلك إن كنت متخوفًا من عدم امتلاكك لهما، ففكر إذًا في استخدام اختبارات ما قبل التوظيف لتصفية المرشحين في المراحل الأولى.
تساعدك الاختبارات على استبعاد التقديمات العشوائية والأشخاص الذين لا يمتلكون المهارات الكافية للقيام بمتطلباتك. ولكن حتى تُحقق أفضل النتائج من تلك الاختبارات، ينبغي اختصارها قدر الإمكان. ومن وجهة نظري، تُعد الاختبارات المكونة من 10 إلى 15 سؤالًا كافية إذا كانت أسئلتك دقيقة.
ولن يستغرق استكمالها الكثير من الوقت؛ مما يُحسِّن من تجربة المتقدمين ويُجنبهم التردد في التقديم على وظيفتك، واستفد من هذه الاختبارات في إعداد قائمة مصغرة بالمرشحين المتأهلين للمرحلة التالية (مرحلة المقابلات الشخصية).
في النهاية، تذكر أن تختار مَن يساعدك على تحقيق ما قاله خبير إدارة حسابات التواصل الاجتماعي Matt Goulart: «تكمن قوة منصات التواصل الاجتماعي في الناس، إنها تتعلق بجمهورك وليس بتجارتك، لذلك زوِّد الأشخاص بما يحتاجونه، وسيُردون إليك الجميل».
تساهم الخطوات السابقة في فهم خبرات المرشحين ومدى توافقهم مع احتياجاتك الوظيفية، ولكنها لا تُزودك بمؤشراتٍ أكيدة عن اتفاق ثقافة المتقدم مع ثقافة مؤسستك. وهنا يبرز دور المقابلات الشخصية التي ستُجريها في المرحلة النهائية للوصول إلى قرارٍ بشأن موظفك الجديد الذي سيُدير حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفيما يلي مجموعة من الأسئلة المقترح استخدامها في مقابلاتك:
من المهم أن تسعى إلى تحقيق بيئة عمل متوازنة تحافظ على نمو الموظفين الحاليين وتمنعهم من مغادرة شركتك، خاصةً إذا كنت تمتلك بالفعل بعض الكفاءات التي يصعب عليك تعويضها؛ إذ يؤثر فقدان ذوي المهارات بصورة درامية على العديد من المشاريع، خصوصًا الشركات الناشئة التي تمتلك عددًا محدودًا من الموظفين الرئيسيين.
فقد تجد نفسك في وضعٍ لا تُحسد عليه؛ لأنك لن تستطيع تعويض فقدان أحد أعضاء فريقك الرئيسيين إن لم تمتلك بديلًا فوريًا. لذا، أنصحك بالاستعداد لمواجهة هذه التحديات وعمل قائمة بعمالة احتياطية تساعدك على تعويض أي نقصٍ في أعضاء فريقك.
وإن عجزت عن تبني هذه الإستراتيجية، ستضطر إلى اتخاذ قرارات توظيف متسرعة وغير منطقية عندما تتعرض لظروف غير متوقعة، مما قد يدفعك إلى تعيين مَن لا يمتلكون مهارات حقيقية لإدارة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول في هذا الصدد المحاضر والمهندس خالد سليماني في كتابه ٨٤ نصيحة عملية للشركات الناشئة:
«كلما حصل أحد مستشارينا على عرضٍ أفضل في حال استقالته، كان العمل التجاري يعاني كثيرًا. وبمرور الوقت، تعلمت أن أُبقي على 25% من احتياطي المستشارين المستعدين لتولي العمل إذا ما غادر زملاؤهم».
ويُوضح «خالد» أن هذا الأمر بالغ الأهمية، خاصةً للشركات السعودية التي تستغرق عملية استقطاب الموظفين الرئيسيين فيها ستة أشهر. لذا، إن كان عملك يعتمد اعتمادًا كبيرًا على إدارة حسابات التواصل الاجتماعي، فمن المهم أن تلتزم بهذه النصيحة وتُنشيء قائمة بأسماء خبراء مختصين يتولون زمام الأمور في حالة فقد أحد الموظفين.
لا يجب أن يتوقف تعاملك مع المتقدم بمجرد توظيفه؛ إذ يجب عليك مساعدته في التأقلم على متطلبات الوظيفة وبيئة العمل في أسرع وقتٍ ممكن. لذلك، عرّفه بصورة كافية عن ثقافة شركتك وسياستها والإجراءات المتبعة لتفويض المهام ومشاركة الاقتراحات والشكاوى.
ومن المهم أن يتوافق وصفك الوظيفي مع المتطلبات الفعلية التي سيُقابلها الموظف من أول يوم عمل. وفّر أيضًا للموظف الجديد كل الأدوات التي يحتاجها، مثل حِزم الاشتراك في برامج إدارة المحتوى أو إعداد التقارير وخلافه.
في النهاية، أتفهم المجهود الذي يمكن أن تبذله لانتقاء خبيرٍ في إدارة حسابات التواصل الاجتماعي، لذلك نصيحتي الأخيرة لك هنا هي التفكير في طرق فعالة تُقلص من حجم الخطوات المذكورة، مثل التوظيف من خلال منصة سكيلرز الذكية التي تساعدك على رؤية ملفات المرشحين والاطلاع على أعمالهم، والمقارنة فيما بينها بناءً على المعايير التي تُفضلها.
لكن هناك العديد منالمزايا الأخرى التي ستجدها على سكيلرز، ما يعني أن عملية التوظيف في هذا الوقت صارت أسهل من أي وقتٍ مضى. لذا، اختصر الأمر على نفسك وانتقِ الخبراء بأحدث الطرق الذكية.