الرئيسية
\
المقالات
\

الاحتفاظ بالموظفين: 8 استراتيجيات مُثبتة!

بواسطة 
منجية إبراهيم

يقول 54% من كبار مسؤولي الموارد البشرية أن الاحتفاظ بالموظفين يمثل أولوية في عام 2024. على مدى السنوات القليلة الماضية، ساعد الملايين من الموظفين حول العالم في تغيير ما يتوقعه الناس من وظائفهم، تشير التقارير إلى أن هذا قد يرجع جزئيًا إلى عدم كفاية الرواتب، والتقدم الوظيفي المحدود، وضعف التوازن بين العمل والحياة، وعدم الرضا العام عن الإدارة أو الشركة.

وبينما يولد الموظفون توقعات جديدة بشأن حياتهم المهنية وثقافة مكان العمل، يجب على أصحاب العمل أن يأخذوا في الاعتبار ما لدى شركاتهم فعليًا لتقديمه لاستقطاب أفضل الكفاءات في السوق. إذا كنت تشعر أن شركتك تتخلف عن الركب وتكافح من أجل الاحتفاظ بالموظفين المتميزين، فمن المحتمل أن يكون هذا هو الوقت المناسب لتقييم ثقافة شركتك ومعرفة كيف يمكن أن يساعدك تقدير الموظفين في الاحتفاظ بهم.

في هذه المقالة، نوضح سبب أهمية الاحتفاظ بالموظفين، ونشرح كيف تفعل ذلك باستخدام 8 استراتيجيات فعالة.

أولًا، من المفيد أن نفهم سبب رغبة الموظفين في المغادرة! لقد حددت فوربس العالمية خمسة أسباب رئيسية وراء اختيار الموظفين لترك الوظيفة:

  •  لا يوجد مسار وظيفي واضح
  •  الإجهاد أو نقص الموارد
  •  مشاكل صحية وعائلية
  •  توازن الحياة مع العمل
  • شؤون مالية

ما هو الاحتفاظ بالموظفين؟

الاحتفاظ بالموظفين (Employee retention) هو الهدف التنظيمي المتمثل في استبقاء الموظفين المنتجين والموهوبين، وتقليل معدل دوران القوى العاملة، من خلال تعزيز جو عمل إيجابي لتعزيز المشاركة، ويشمل ذلك العديد من الممارسات.

ببساطة، الاحتفاظ بالموظفين هو العملية التي من خلالها تضمن الشركة عدم ترك موظفيها لوظائفهم، ما يعني أنها  قد نجحت في مساعيها التي تجعلهم يختارون البقاء في شركتهم الحالية ولا يبحثون بنشاط عن فُرص عمل أخرى،  وعكس الاحتفاظ بالموظفين هو معدل دوران الموظفين، حيث يترك الموظفون الشركة طواعية لمجموعة متنوعة من الأسباب.

وجدير بالذكر أن لدى كل شركة وصناعة معدل استبقاء متفاوت، مما يشير إلى النسبة المئوية للموظفين الذين بقوا في المنظمة خلال فترة محددة.

أهمية الاحتفاظ بالموظفين الموهوبين

في السنوات الأخيرة، أصبح الاحتفاظ بالموظفين ضروريًا لإدارة الموارد البشرية الناجحة، إنه يلعب دورًا حاسمًا استراتيجيًا واقتصاديًا في أداء الشركة.

يؤدي الاحتفاظ بالموظفين إلى تعزيز ولاء الموظفين، وزيادة رضاهم ومشاركتهم، وتقليل معدل دوران الموظفين داخل شركتك، وبناء ثقافة مؤسسية أقوى، وبناء قوة عاملة أقوى وأكثر سعادة، كما ويسمح أيضا لك بتجنب التكاليف والجهود المتعلقة بالتوظيف، بالإضافة إلى المساهمة في الاحتفاظ بالمواهب، يتيح لك ذلك تحسين أداء وكفاءة الشركة الإجمالي.  

استراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين

لا توجد استراتيجية يمكن أن تضمن أن الموظفين سيختارون البقاء لفترة أطول مع المنظمة  لكن مبادئ القيادة الحديثة، جنبًا إلى جنب مع عوامل الاحتفاظ المستهدفة، لن تساعد في تقليل معدل دوران الموظفين فحسب، بل ستزيد أيضًا من الإنتاجية التنظيمية، استخدم الاستراتيجيات الثماني التالية لتحسين تجربة الموظف ومساعدة الموظفين على البقاء:

1. ابدأ بتعيين الموظفين المناسبين

إن توظيف موظفين مؤهلين ومهتمين بالوظيفة الشاغرة، سيضمن بقاءهم في الشركة والتكيف بسهولة مع ثقافة المنظمة، فمثل هذا التوظيف سوف يقلل من معدل الدوران.

ربما يؤدي التسرع في عملية التوظيف إلى توظيف أشخاص لن يكونوا سعداء بثقافة الشركة وقد يواجهون مشاكل في بيئة عملهم، وإذا ظهرت فرصة في مكان آخر، فسوف يقفزون من السفينة قبل أن تتمكن حتى من تقديم عرض مضاد لهم، هذا النوع من التوظيف يهدر وقتك وأموالك، لأنك لن تكون قد طورت رابطة ثقة مع الفرد بعد.

كشركة، خذ الوقت الكافي  في عملية التوظيف، وسترى أنه عندما تكون المنظمة والموظفون متطابقون تمامًا، فلن يمثل الاحتفاظ بهم مشكلة في عملك أبدًا.

قد يهمك: بين التوظيف التقليدي والذكي: كيف تساعدك منصات التوظيف الذكية؟

2. تقديم تجربة إيجابية للمرشح

يبدأ ولاء الموظفين قبل وقت طويل حتى من وصولهم إلى الشركة، منذ اللحظة الأولى لقراءة الإعلان وحتى مراحل التقديم، إلى مقابلة العمل، فتوقيع العقد… وما إلى ذلك.

لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، يجب عليك تقديم تجربة إيجابية للمرشح، وذلك من خلال التواصل بشكل استباقي وشفاف، من خلال ردود الفعل المنتظمة على سبيل المثال، فإنك تترك انطباعًا إيجابيًا في أذهان المرشحين، والانطباعات الأولى تُحسب!

إذن، تبدأ تجربة الموظف بتجربة المرشح، ومن الأفضل أن تبدأ بالطريقة الصحيحة.

3. غمر الموظفين في ثقافة الشركة

تجد الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة على حد سواء باستمرار أن ثقافة الشركة تساهم بشكل كبير في شعور الموظفين وما إذا كانوا راضين عن وظائفهم. عندما يتعلق الأمر بجذب المواهب والاحتفاظ بها، كشفت دراسة أجرتها شركة Glassdoor والتي شملت 615000 مشارك أن ما يهم أكثر من الرواتب هو الثقافة والقيم التي تتبعها القيادة، إن إنشاء ثقافة تنظيمية حيث يمكن للموظفين أن يزدهروا يمكن أن يقدم الكثير لمساعدة الموظفين على الرغبة في البقاء أكثر من أي عامل آخر تقريبًا.

عند تأهيل الموظفين، يمكن لمدراء الموارد البشرية القيام بأكثر من مجرد استكمال عملية التوظيف، يمكنهم تعريف أعضاء الفريق الجدد بثقافة مكان العمل وإخبارهم كيف ستساعدهم هذه الثقافة على النجاح طوال حياتهم المهنية في المنظمة.

4. اقتراح خطة شاملة لتنمية المهارات

إذا قررت تنفيذ استراتيجية الاحتفاظ بالموظفين، عليك أن تُظهر لهم أنك مستعد للاستثمار في مهاراتهم!

ركز على خطة تنمية مهارات الموظفين، والتي يجب أن تشمل جميع موظفيك وتسمح لهم بإظهار أنفسهم في الشركة على المدى القصير والمتوسط، ولكن الخطة يجب أن تكون مرنة بما يكفي للاستجابة للأحداث غير المتوقعة واحتياجات موظفيك.

ضع في اعتبارك أيضًا تنويع أساليب التدريب شخصيًا، أو عن بعد، أو في شكل مختلط أو في شكل جلسات تدريب، الخيارات متعددة!

من جهة أخرى، لا يمكنك تجاهل احتياجات الموظفين في العمل، اعرف كيف تستمع، خذ بعين الاعتبار تعليقاتهم فيما يتعلق باحتياجاتهم من حيث أدوات العمل والتنظيم وما إلى ذلك، يجب عليك التأكد من أن موظفيك يعملون في بيئة مثالية لتحسين ظروف عملهم وتشجيعهم على شغل منصب طويل الأمد في شركتك.

لن يقتصر الأمر على أن موظفيك سيكونون مجهزين بشكل أفضل لمواجهة التحديات التي تنتظرهم في مهنتهم فحسب، بل سيكونون أيضًا أكثر تحفيزًا وانخراطًا في الشركة.

5. الاهتمام ببيئة العمل 

تعني بيئة العمل الإيجابية خلق مساحة يشعر فيها الموظفون بالارتياح،  ويتضمن ذلك إنشاء مساحات مخصصة للعمل في ظروف مثالية، مثل غرف الاجتماعات المجهزة بجميع التقنيات اللازمة لجعل هذه الاجتماعات أكثر ملاءمة للجميع، ولكن ليكون الاحتفاظ بالموظفين أكثر فاعلية، يجب عليك أيضًا أن توفر مناطق للاسترخاء مثل قاعة صغيرة للألعاب المشتركة، ركن قهوة،  أريكة، إلخ، وتلك المبادرات البسيطة التي تجعل شركتك مكانًا يرغب موظفوك في قضاء الوقت فيه، ولتحسين الحياة اليومية للموظفين، تعتبر الرياضة في الشركات أيضًا الحل المفضل.

اقرأ أيضا: إنشاء علامة تجارية لصاحب العمل: مفهوم عصري أم استراتيجية رابحة حقيقية؟

6. تقديم أنشطة خارج السياق المهني

إن بناء الولاء يعني أيضًا احتواء الموظفين، وضمان تقديم حلول مختلفة عن الشركات الأخرى، عندما نتحدث عن الاحتفاظ بالموظفين، فأنت في منافسة مستمرة مع الشركات الأخرى التي ترغب أيضًا في جذب المواهب واستقطابها والاحتفاظ بها، إن تقديم أنشطة مختلفة للموظفين خارج العمل يمكن أن يحدث أثرا إيجابيا كبيرا، توفر الرحلات والتحديات الرياضية لموظفيك الفرصة للالتقاء في بيئة غير رسمية لإنشاء الروابط ومشاركة الأنشطة الجديدة، يعد تماسك المجموعة أمرا مهما إذا كنت ترغب في تنفيذ برنامج للاحتفاظ بالموظفين.

7. تقديم فرص التقدم الوظيفي

لتنجح في تنفيذ استراتيجية الاحتفاظ بالموظفين، من الضروري توفير فُرص التقدم الوظيفي للموظفين المستحقين والموهوبين، وتحديد أهداف التطوير وتزويدهم بالأدوات اللازمة للنجاح في مسؤولياتهم الجديدة، حدد الموظفين الذين يتمتعون بإمكانات قيادية قوية وقدم لهم مشاريع أو مسؤوليات إضافية لمساعدتهم في تطوير مهاراتهم الإدارية والتقدم في حياتهم المهنية، شجّع التنقل الداخلي من خلال تفضيل الترقية الداخلية بدلًا من التوظيف الخارجي.

8. قدّم رواتب ومزايا تنافسية

من أهم الأسباب التي تشجع الموظفين على البقاء في الشركة، إضافة إلى الحلول الأخرى، هو تقديم رواتب ومزايا تنافسية، فهي ميزة تساعد في جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، قم بإجراء دراسات قياس الأداء بانتظام للتأكد من أن رواتبك تنافسية في مجال عملك، وقدّم أيضًا مزايا جذابة مثل مكافآت الأداء وخطة تقاعد قوية وبرامج التأمينات الاجتماعية والصحية للموظفين.

ختاما

في سوق عمل تنافسي يتسابق لاستقطاب أفضل المواهب، أصبح من الضروري لأصحاب الأعمال إعادة النظر فيما يجعل شركتهم تستحق العمل من أجلها، تتضمن أفضل استراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين دعم ما يحتاجه الموظفون، وتقديم حلول مبتكرة تساعد على استبقائهم، تشمل إظهار التقدير لهم، وتوفير أجور ومزايا تنافسية، وتشجيع التوازن الصحي بين العمل والحياة، وتطوير ثقافة علم جذابة، والمزيد من الخيارات التي تضمن رفاهية الموظفين في مكان العمل، ورغبتهم في البقاء في الشركة على المدى البعيد.