إنتاجية العمل المرتفعة هي الهدف النهائي الذي يسعى إليه القادة المحترفون، لأن إنتاجية الموظفين ضرورية لضمان نجاح أي شركة بغض النظر عن مجالها. ولكن إذا نظرت معي، سترى أن معظم الشركات تُواجه في الوقت الحالي تحديات كثيرة بسبب التغيرات الحادثة في سوق العمل وتوقعات الموظفين عن بيئة العمل ومتطلباتها.
ولا يمكن الوصول إلى نتائج حقيقية إذا تخلينا توجهك إلى الموظفين قائلًا لهم بحماس: «عززوا إنتاجيتكم»، لأنك تحتاج إلى تقديم أكثر من مجرد تشجيع لفظيّ، تحتاج إلى أن تكون استباقيًا وفعّالًا في إدارتك للفريق، وأن تسعى إلى إلهامهم وتحفيزهم ومساندتهم بقراراتٍ حكيمة وخطوات عملية. وإن كنت تتساءل عن هذه الخطوات، فأنت في المكان الصحيح، لأنك ستتطلع معي في الأسطر القادمة على 11 فكرة تزيد إنتاجية العمل في مؤسستك فعلًا!
لكن دعنا نجيب أولًا على السؤال التالي..
المقصود بهذا المفهوم هو إنتاجية الموظفين في شركتك خلال فترة زمنية مُحددة. وقد يُعبَّر عن هذا اللفظ أحيانًا بإنتاجية القوى العاملة أو كفاءة العُمّال. ويُعرِّف المعهد العربي للتخطيط الإنتاجية على أنها مفهوم «يتعلق بفاعلية استخدام المدخلات والتكنولوجيا المرتبطة بالعلاقة الإنتاجية، حيث تُعرف الإنتاجية Productivity على أنها مقدار ما تنتجه الوحدة الواحدة من عوامل الإنتاج».
وإلى جانب هذه التعريفات الأكاديمية، يمكننا النظر إلى إنتاجية العمل هنا على أنها مقدار الإنجازات الجيّدة التي يُحققها موظفوك في إطارٍ زمنيٍّ مُحدد. وكلما ركزّ الموظفون على أداء المهام الصحيحة في الوقت المناسب بجودةٍ عالية، دل ذلك على إنتاجية العمل المرتفعة في منشأتك.
يُشير مكتب إحصاءات العمل إلى أن إنتاجية العُمّال عادةً ما تُحسَب بقسمة المخرجات (تضم السلع أو الخدمات المُنتَجَة) على المدخلات (تشمل ساعات العمل أو تكاليف العمالة). ولكن يجب أن يُؤخَذ في عين الاعتبار عوامل السوق المختلفة، مثل التضخم والتغيرات في طبيعة المنتجات أو الخدمات المُقدَمة.
هناك عدة عوامل قد تُؤثِّر على إنتاجية موظفيك وكفاءة أدائهم، ولكن فيما يلي أهم 4 عوامل رئيسية تتحكم في هذا المسار:
والآن ماذا عن الأفكار العملية التي تساهم في زيادة الإنتاجية في المؤسسات؟
يؤمن الكثير من مسؤولي الموارد البشرية أنه بمجرد توقيع العقد مع الموظف، فهذا معناه ضمان ولائه إلى الشركة، ولكن هذا التفكير التقليديّ غير صحيح حينما نتحدث عن أصحاب الكفاءات والمواهب، لأنهم يرغبون في العمل مع شركة تُقدر مواهبهم وتُثري مهاراتهم ولديها نموذج مُخطط ودقيق عن التوجهات القادمة لموظفيها الجدد من أول يوم.
لذلك، نصيحتي لك هنا أن تبدأ في إعداد برنامج تأهيلي دقيق لموظفيك الجدد. وينبغي أن يشتمل البرنامج على خطوات عملية ومدروسة تُعرف موظفيك الجدد على ثقافة شركتك وآلية العمل بها. ومن المهم أن تُوفِّر لهم المواد اللازمة والتدريبات المناسبة. ولا تنسَ تزويدهم بآلية التقييم والمتابعة ومشاركتهم ملحوظاتك من حينٍ لآخر في اجتماعاتٍ منتظمة. وبذلك، ستخلق مناخًا مناسبًا لزيادة إنتاجية العمل من اليوم الأول.
ادعُ فريقك إلى التنافس مع بعضهم بعضًا من خلال بعض الألعاب التنافسية أو تقسيم المهام عليهم وإلزامهم بوقتٍ مُحدد لإنهائها، ومن ثم تقديم بعض المكافآت أو الهدايا لمَن أنهاها في موعدها المُحدد.
يُعَد التنافس الصحيّ أحد أهم العوامل التي تُعزز إنتاجية العمل في المؤسسات وتساهم في تحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة. أضف إلى ذلك، أنه يُشجع الفريق على الابتكار والإبداع، وقد يُحفزهم للتعاون فيما بينهم ومشاركة معرفتهم لتحقيق الهدف النهائي المُراد. يقول في هذا الصدد خبير الأعمال أنتوني ميكسيدز Anthony Mixides:
«لقد ثَبُت أن المنافسة تزيد من الإنتاجية؛ إذ يمكن للفِرق أن تترابط بطريقةٍ أكثر فعالية من خلال توجيه إنتاجيتهم لنشاطٍ ممتع وحيويّ، بدلًا من إسناد المهام إليهم بطريقةٍ مباشرة وجافة. قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتعلم الفريق كيفية العمل معًا بشكلٍ جيد، ولكنك ستفاجأ بمدى سرعة انسجام الفِرق عندما يكون هناك دافعًا للنجاح وتنافسًا صحيًا».
اسأل نفسك هنا: هل يمتلك فريقك توقعات واضحة بشأن إنتاجية العمل؟ وهل لديهم معرفة بطرق تقييم الأداء المتبعة في منشأتك؟
من السهل أن تفترض أن موظفيك على علمٍ بما يدور في رأسك، ولكنك ستتفاجأ بتوقعاتهم المختلفة إذا قررت دعوتهم إلى اجتماعٍ غير رسمي لمناقشة المسؤوليات وتبادل التوقعات.
وإلى جانب ذلك، أُوصي هنا بعمل استبيانات منتظمة لمعرفة توقعات الموظفين. ومن المهم التأكد من أن موظفيك يفهمون أدوارهم ومسؤولياتهم بوضوحٍ تام، شارك معهم آليات التقييم التي تتبعها في شركتك ووضِّح لهم ما يحتاجونه من معلوماتٍ ومواردٍ قبل بدء مهامهم.
يعتقد الكثير من المديرين أن إدارة الموظفين بطريقةٍ تفصيلية هي الحل لزيادة إنتاجية العمل. ولكن يُخبرنا الواقع بخلافِ ذلك؛ إذ إن الإدارة المفرطة لجميع المهام المُفوضة إلى الموظفين تستنزف روحهم المعنوية وتُضعف إنتاجيتهم، لأنها تُضيِّق عليهم مساحة الإبداع والابتكار وتُشعرهم بتسلط الإدارة، مما يُفقدهم الحافز ويُحجِّم مجهودهم.
لذا، من المهم السعي إلى بناء الثقة مع الموظفين وإعطائهم مساحةً كافية لإدارة المهام المفوضة إليهم بحرية. تُشير الأبحاث إلى أنه عندما تكون هناك ثقة أكبر في بيئة العمل، يُقدم الموظفون أفكارًا إبداعية وحلولًا أعلى بنسبة 23% مقارنةً بالبيئات التي تتسم بالشك والإدارة المفرطة.
وبناءً على ذلك، أنصحك هنا بالخطوات التالية:
يرى العديد من قادة الفِرق ومسؤولي الموارد البشرية أن الاجتماعات عملية أساسية للنمو ومتابعة إنتاجية العمل. لذلك، قد يُكثرون منها يوميًا أو أسبوعيًا؛ لتستمر هذه الاجتماعات لساعاتٍ في مناقشة أفكارٍ ومقترحاتٍ لم يتم قضاء معدل الوقت نفسه على تنفيذها. ومن البدهيّ أن تُضعف هذه الطريقة إنتاجية الموظفين في المؤسسات وتُضيع أوقاتهم.
يؤكد ذلك ما أشار إليه استطلاع شركة Atlassian، الذي أجاب عنه ما يقرب من 5000 آلاف موظف في 4 قارات، إذ أشار هؤلاء الموظفون إلى أن السبب الرئيسي الذي يعوق إنتاجيتهم هو كثرة الاجتماعات. ويرجع ذلك للأسباب التالية:
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف تُحسِّن إنتاجية العمل بالاجتماعات وغيرها؟
تساعدك هذه الفكرة على تقوية العلاقة مع الموظفين وتُشعرهم برغبتك الجادة في مساندتهم ودعمهم وظيفيًا واجتماعيًا. لذا، يجب أن تمتلك في شركتك روتينًا مُفصلًا تساعد به الموظفين على العناية بذاتهم والموازنة بين حياتهم الوظيفية والاجتماعية.
وقد يتم ذلك من خلال ما يأتي:
يُؤدي التواصل الفعّال مع الفريق إلى زيادة إنتاجية العمل بطريقةٍ ملحوظة. ولا يُقصد بمفهوم التواصل هنا نوعية الرسائل التي ستشاركها مع موظفيك فقط، بل يشير أيضًا إلى طريقة التواصل التي ستعتمدها في مؤسستك. على سبيل المثال، قد يُفضل فريقك التواصل عبر المكالمات الصوتية أو رسائل البريد الإلكترونيّ.
لذا، اسعَ هنا إلى اكتشاف الطريقة التي يُفضلها فريقك حتى تُسهِّل على نفسك تبادل الأفكار والمعلومات في الوقت المناسب. من المهم أيضًا أن تدعم التواصل البناء بين أعضاء الفريق، وذلك من خلال أنشطة تشجيعية مثل الألعاب التنافسية التي تعزز الروح الجماعية، أو إقامة اجتماعات غير رسمية تتيح الفرصة للتفاعل الإيجابي. يمكن أيضًا أن تُنظِّم حفلات مكتبية تضفي جوًا من الألفة والمرح، بالإضافة إلى تخطيط رحلات جماعية بين الحين والآخر لتعزيز التعاون والتعارف والنمو الاجتماعي.
تساهم جميع هذه الأنشطة في بناء بيئة عمل رحبة، وينعكس ذلك على شعور الموظفين، مما يزيد من ولائهم وانتمائهم. وعندما يشعر العاملون بأنهم جزءٌ من منشأة متماسكة ومتناغمة، سيزداد حماسهم للعمل وسيتعاونون معًا على تحقيق الأهداف المشتركة بإنتاجية عالية.
يُعَد النمو الوظيفي أحد الأركان الأساسية التي تُحفزّ الموظف على الاستمرار في عمله وزيادة إنتاجيته، فحينما يشعر الموظف بأن شركته تُطوِّر مهاراته وتُثري معرفته بطريقةٍ عملية، سيطبق تلقائيًا هذه المعرفة في المهام الموكلة إليه. بخلاف حال الموظفين في الشركات التي لا تساعدهم على التطور المهني، إذ سينظرون إلى شركاتهم في هذه الحالة على أنها شركة ثابتة ومَيتة لا تُقدِّم لهم ما يسمن أو يغني من جوع.
وإذا أردت البدء بطريقةٍ صحيحة، أُوصي بالرجوع إلى المقالات التالية:
في حال قضاء فريقك معظم وقته على المكتب، فهذه نصيحة ذهبية؛ لأن ممارسة الرياضة تزيد الإنتاجية وتُحفزّ الموظفين على التركيز. لذلك، اسمح بفترة راحة لممارسة الرياضة خصوصًا في فترات العمل المكتبية الطويلة.
ويمكن أيضًا أن تُحفزّ فريقك على الرياضة بالاشتراك مع برنامجٍ صحيّ للشركات لمساعدة منشأتك على خلقِ ثقافة صحية. وقد يفيدك في زيادة إنتاجية العمل أن تُشجع الموظفين ببعض المكافآت أو الامتيازات إذا أدوا نشاطًا رياضيًا في يوم عملهم.
لن أُبالغ إن قلت إن جميع العناصر التي تستخدمها في بيئة العمل تُؤثر على مزاج الموظفين وإنتاجيتهم، بدءًا من طريقتك في التصميم الداخلي، مرورًا بالأثاث المستخدم وعناصر التهوية والإضاءة الطبيعية في المكان. وبناءً على ذلك، أُوصي هنا بالتعاون مع مختصين يُنظمون لك بيئة العمل الداخلية بطريقةٍ انسيابية ومريحة.
ينبغي أيضًا أن يحتوي مكان العمل على نباتات وضوء طبيعي؛ حتى تُشعر موظفيك بالراحة وتُعزز إنتاجية العمل، بعيدًا عن جو المكاتب الصفراء الترابية صاخبة الإضاءة ومتوترة الأجواء.
التحدي الأكبر هنا هو أنه عند تطبيق هذه الأفكار، قد يفتقر فريقك الحالي إلى الاستعداد الكافي للتغيير وزيادة إنتاجية العمل، ما يجعل جميع خطواتك مهدرة إذا لم تستثمرها مع الموظفين الأكفاء. لذا، أدعوك هنا إلى توظيف أصحاب الكفاءات الذين يمتلكون الفهم العميق لاحتياجاتك ويتوافقون مع أهدافك توافقًا حقيقيًا.
تقول رائدة الأعمال «منى عطايا» مؤسسة موقع ممز ورلد Mumz World في هذا الصدد: «عليك أن تذهب بطموحك بعيدًا جدًا لتستطيع جذب أشخاصٍ مقتنعين برؤيتك ومتحمسين لغايتك، وعليك أن تواظب على تذكيرهم برؤيتك والأثر الذي تريد أن تُحدثه».
والسؤال هنا: كيف تصل إلى أصحاب الكفاءات الحقيقيين؟
والخلاصة مع منصة سكيلرز.
ترشح لك منصة سكيلرز ذوي الكفاءات السعوديين في أهم المجالات التي تحتاجها. وتختبر المنصة مهارات المرشحين قبل أن تختارهم، وتساعدك أيضًا على ترتيب المرشحين بناءً على المعايير التي تهمك وتُفضلها. إضافةً إلى ذلك، ففريق سكيلرز يساندك من أول لحظة في عملية التوظيف حتى يتم اعتماد الموظف المثالي المناسب لشركتك.
ولا تكتمل الأفكار المذكورة بالأعلى إلا إذا استطعت قياس نتائجها وتطويعها بما يتناسب مع احتياجات منشأتك. لذلك، زِد معرفتك وأنعش رؤيتك بالاطلاع على هذا الدليل الذي يُوضح لك 5 خطوات عملية تساعدك على قياس إنتاجية الموظفين باحترافية.