الرئيسية
\
المقالات
\

أفضل 7 ممارسات لإنجاح خطة تهيئة الموظف الجديد

بواسطة 
أحمد البربري

وفقًا لبحث أجرته مجموعة براندون هول، يمكن أن تؤدي تهيئة الموظف الجديد الجيدة إلى تحسين الاحتفاظ بنسبة 82٪. وفقا للنتائج التي توصلت إليها BambooHR، فإن الموظفين الذين يتمتعون بتجربة تهيئة إيجابية هم أكثر التزامًا تجاه جهة عملهم بمقدار 18 مرة.

تُعتبر تهيئة الموظف الجديد مرحلة من مراحل عملية التوظيف، والتي لا تقل أهمية عن كتابة الوصف الوظيفي أو كتابة إعلان التوظيف أو توزيعه أو حتى التحضير لمقابلة العمل ولكن، ما هي تهيئة الموظف الجديد؟ ما أهمية إعداد موظف جديد؟ وما هي الخطوات الأساسية لدمج الموظف الجديد في المنشأة؟  

سنستعرض في هذا المقال تلك التفاصيل وأكثر...

ما المقصود بتهيئة الموظف الجديد employee onboarding؟

تهيئة الموظف الجديد هي عملية تتضمن مجموعة منظمة من الإجراءات المصممة لدمج الموظفين الجدد في المؤسسة، والتي تتضمن مهام مثل حضور توجيه تمهيدي، والتعرف على التسلسل الهرمي للشركة وثقافتها، واستيعاب أهدافها ومبادئها، وتبدأ هذه المرحلة من لحظة إرسال عرض العمل وحتى نهاية فترة التجربة Probation Period.

أهمية تهيئة الموظف الجديد

يمكن أن تؤدي تهيئة الموظف إلى تسريع وقت الإنتاجية، والذي يشير إلى الوقت حتى يبدأ الموظف الجديد في المساهمة الكاملة في المنظمة، حيث أن متوسط الوقت اللازم للإنتاجية هو 28 أسبوعًا.

تهيئة الموظف الجديد هي المرحلة التي يتفاعل بها الموظف للمرة الأولى مع المنظمة مباشرة بعد مقابلة العمل، فإذا فشلت التجربة في الارتقاء إلى مستوى التوقعات، من المحتمل أن يندم موظفك على قراره بقبول عرض العمل. إذ يؤثر الانطباع السلبي الذي تتركه عملية التهيئة السيئة على تصورات الموظفين، ويمنحهم مفاهيم متحيزة عن المنشأة، وفي النهاية يجعلهم يستقيلون مبكرًا.

تعد التهيئة الفعالة ضرورية لمساعدة الموظفين الجدد على الاستقرار في وظائفهم، والتعرف على المنظمة، والتوصل إلى رؤى واضحة بشأن أهداف وظائفهم، وإقامة علاقة جيدة مع الموظفين الآخرين، ما يعني تعزيز التعاون وروح الفريق داخل المنشأة.

خطة تهيئة الموظف الجديد

لا يمكن القول بأن هناك أسلوبًا وحيدًا لتهيئة الموظف الجديد، غير أن الممارسات المتبعة خلال هذه العملية تتشابه إلى حد كبير من منشأة لأخرى، غير أنه في جميع الأحوال يجب أن تمر خطة تهيئة الموظف الجديد بالمراحل التالية:

1. تقديم عرض العمل

تبدأ عملية تهيئة الموظفين الجدد بعد اكتمال مرحلة التوظيف. بمجرد اختيار الموظف، ترسل إدارة الموارد البشرية بريدًا إلكترونيًا ترحيبيًا مع بعض المستندات الأساسية مثل خطاب عرض العمل وروابط لملء نماذج الإعداد الرقمية، ونسخة من السياسات والإجراءات، و(أو) كتيب/دليل تعريف الموظف الجديد، وكذلك إخطار الموظف بالمستندات والوثائق التي يتعين عليه إحضارها لإتمام إجراءات التوظيف.

من المهم أن يتم اتباع نهج الشفافية من خلال إعطاء الموظف الجديد لمحة وافية عن ثقافة المنظمة تساعده على إدراك ما ينبغي عليه أن يتوقعه.

2. قبول عرض العمل

بمجرد قبول الموظف للعرض، تقوم أفضل المنشآت بجدولة مكالمة سريعة لمراجعة النماذج والمزايا والسياسات وتحديد التوقعات. إن الحفاظ على انخراط الموظفين الجدد في ثقافة المؤسسة سيؤكد اختيارهم لقبول العرض، وإقامة روابط نفسية قوية مع المنشأة. هذا هو الوقت المناسب للبدء في رسم جدول أعمال توجيه الموظفين.

3. فترة الانتظار

في الحقيقة فإن مجرد قبول الموظف لعرض العمل لا يعني بالضرورة أنه سيحضر في تاريخ الانضمام. خلال فترة الانتظار، قد يكون الموظف منفتحًا على العروض من أصحاب العمل المحتملين الآخرين أيضًا، وربما عروض مضادة من جهة عمله الحالية. لذلك فمن المهم بناء علاقة جيدة مع الموظف خلال تلك الفترة. دع الموظف يعرف أنه موضع ترحيب، ومن الجيد أيضًا التخطيط لفترة الانتظار عند تخطيط عملية التهيئة.

4. أول يوم داخل المنشأة

في اليوم الأول، يكون لدى معظم الموظفين الجدد مشاعر مختلطة. يشعرون بالقلق والسعادة والإثارة والتوتر في الوقت نفسه. لذا، فإن الواجب الأساسي لمدراء الموارد البشرية هو التأكد من أن الموظفين الجدد يشعرون بالترحيب والراحة. إن توفير الشعور بالانتماء إلى الموظفين الجدد سيجعلهم يشعرون بمزيد من الالتزام والتركيز بشكل أفضل على عملهم.

بالطبع هناك الكثير من التفاصيل والمهام التي يجب أخذها في الاعتبار فيما يخص اليوم الأول للموظف داخل المنشأة، فمثلاً:

  • تهيئة مكان عمل الموظف الجديد: يجب أن يكون هناك مكان محدد للموظف الجديد، وأن يتم ترتيبه وتنظيفه، وتهيئة الأجهزة والأدوات التي سيستخدمها الموظف، مثل جهاز الكمبيوتر والأدوات المكتبية.
  • تهيئة وسائل التواصل: مثل حساب البريد الإلكتروني الرسمي، بيانات الدخول إلى التطبيقات والخدمات الضرورية للموظف، التأكد من اتصال جهازه بالإنترنت واتصاله بالشبكة الداخلية للمنشأة، وكافة الخدمات المشتركة ذات الصلة.
  • باقة ترحيبية: ويفضل أن تكون هذه الباقة ودودة أكثر من كونها رسمية، بالطبع قد تتضمن هذه الباقة مثلاً بطاقات الزيارة الخاصة بالموظف، دفاتر وأدوات مكتبية مطبوعة بالهوية البصرية للمنشأة، وربما كوب لتناول المشروبات الساخنة، و(أو) علبة صغيرة من الحلوى مع ملصق ترحيبي لطيف.
  • إنشاء ملف الموظف وإضافته إلى نظم الموارد البشرية: نظام الأجور، التأمينات الاجتماعية، حساب لينكد إن الخاص بالمنشأة، تهيئة بصمة الحضور والانصراف… إلخ.

(لتفاصيل أكثر يمكنكم تحميل نموذج متابعة برنامج التهيئة للموظف الجديد)

5. التنسيق مع الأقسام الأخرى

من الضروري التنسيق مع الأطراف ذات الصلة مثل زملاء العمل والمدراء وإخطارهم بتاريخ بدء التوظيف الجديد. وذلك لترتيب موضع عمل الموظف الجديد وتهيئة الإعدادات التقنية واللوجستية، وكذلك تنظيم اجتماعات ترحيب فردية، وتحديد موعد لجلسة توجيهية.

هناك أيضا عدد من الجهات التي ينبغي إخطارها بتعيين موظف جديد، وخاصة فريق أو إدارة تقنية المعلومات، وذلك لتهيئة الأجهزة والحسابات وبيانات الدخول الخاصة بالموظف الجديد.

6. التدريب والتوجيه

تعطي جلسات التوجيه للموظف الجديد نظرة عامة على ثقافة المنشأة وأهداف الشركة. توفر هذه المرحلة للموظفين الجدد معلومات ذات صلة بالفرق داخل الشركة وعمليات الفريق وسياسات الشركة. هذا هو الوقت المناسب لتحديد الأهداف والغايات المستندة إلى الأدوار خلال الـ30/60/90 يومًا القادمة للتوضيح للموظفين الجدد ما يحتاجون إلى التركيز عليه.

فترة تجربة الموظف الجديد

عندما ينضم الموظفون الجدد إلى شركتك، قد يكونون خبراء في مجالاتهم، ولكنهم كذلك جدد في سياق منشأتك، مما يعني أنهم بحاجة إلى إرشادات حول كيفية مساهمة سلوكياتهم بشكل أفضل في الاستراتيجية التنظيمية وأي السلوكيات هي الأكثر أولوية وذات التأثير الأكبر.

ولإدارة عملية التهيئة خلال فترة التجربة[1]، يتم إعداد ما يعرف بـ: خطة 30-60-90، والتي تتضمن مسؤوليات الموظف وتوقعات المنشأة من حيث الأداء، بما في ذلك المهام الجارية التي تعد جزءًا من دور الموظف، والمشاريع الجديدة التي سيتولاها بنفسه. يتم تحديد أهداف [2]SMART بشكل متدرج لمدة 30 يومًا و60 يومًا و90 يومًا بعد اليوم الأول للموظف، بالإضافة إلى مقاييس واضحة للنجاح.

الأسبوع الأول

  • يتم عقد جلسات فردية مع الزملاء المباشرين لمعرفة المزيد حول ما يفعلونه وكيف سيتعاونون.
  • خلال الأسبوع الأول يجب أن يجتمع مدير التوظيف مع الموظف الجديد يوميًا. ومع ذلك ، من الضرورة عقد اجتماع  يكون بمثابة تلخيص للأسبوع الأول، وتقييم ما سار بشكل جيد وما كان يمكن أن يكون أفضل ، ومعرفة ما هو التالي.
  • يتم خلال هذا الأسبوع تدريب الموظف الجديد على استخدام التطبيقات الخاصة بالشركة ذات الصلة بمهام عمله.
  • تقديم خطة الـ30/60/90 يوماً للموظف وشرحها بشيء من التفصيل.

 30 يومًا

  • يقتصر الشهر الأول عادة على التعرف على المنظمة ومساعدة الموظف الجديد على الاستقرار في دوره. يجب أن تكون أهداف الـ30 يومًا موجهة داخليًا نحو تعلم كيفية القيام بهذه المهمة. إذا كانت هناك أهداف خارجية، فيجب أن تكون قليلة وقابلة للتحقيق.
  • يجب أن يعمل فريق الموارد البشرية على تشجيع الموظف على تحديد 3-5 أهداف لهذه الفترة والتعلم قدر الإمكان وطرح الأسئلة والتواصل مع الفريق. يجب أن يكون لكل هدف مقياس للنجاح حتى يكون من الواضح متى يحققه الموظف.

مثال: التعرف على منتجات الشركة. يمكن أن يكون مقياس النجاح هو الاطلاع على موقع الشركة الإلكتروني، واستكشاف نظام إدارة خدمة العملاء CRM لمدة ساعة يوميًا لمدة أسبوع، وقراءة عشرة مراجعات للعملاء.

 60 يومًا

  • يجب أن يساعد الشهر الثاني الموظف على الدخول في المزيد من الأنشطة الخاصة بدوره الفعلي. في نهاية 60 يومًا، يجب أن يكون لدى الموظف فهم أكثر تماسكًا لأساسيات المنشأة والنقاط التي سيتعين عليه العمل على معالجتها فيها، بمعنى أوضح: يجب أن يصبح عضوًا مشاركًا في الفريق.
  • يجب على فريق الموارد البشرية العمل مع الموظف ومديره لتحديد ثلاثة إلى خمسة أهداف أخرى تتعلق في الغالب بالمهام والمسؤوليات الخاصة بالدور.

على سبيل المثال، قد يكون الهدف هو التعرف على عملية مبيعات الشركة. سيكون الناتج أو مقياس النجاح هو تحديد خمس مكالمات مبيعات، ووضع قائمة بالملاحظات، ومناقشتها بعد ذلك مع المدير المباشر.

 90 يومًا

  • تهدف خطة الـ90 يوما إلى ضمان تأهيل الموظف ودمجه بشكل فعال في الفريق وثقافة المنشأة، مما يعني البدء بإضافة قيمة حقيقية ملموسة لنشاط المنشأة. ولتحقيق هذا الهدف يجب مواءمة أهداف 90 يومًا بشكل وثيق مع توقعات الأداء طويلة الأجل للوظيفة. هذه مرحلة بداية جني ثمار الـ60 يومًا السابقة. ويعتمد نجاحها على مدى نجاح الموظف في تحقيق أهداف 30 يوما و60 يوما.

مثال على هدف 90 يومًا: يمكن أن يكون قيادة اجتماع مبيعات مع عميل مهم. يمكن أن يكون الناتج هو التماس التعليقات من أعضاء الفريق من الاجتماع وسرد ثلاثة مجالات يمكن تحسينها مستقبلاً.

أفضل 7 ممارسات لإنجاح خطة تهيئة الموظف الجديد

1. مواءمة خطة تهيئة الموظف الجديد مع الوصف الوظيفي

يجب أن تتضمن خطة 30-60-90 يومًا سبب إنشاء الوظيفة في المقام الأول، وأن تعكس الوصف الوظيفي والتفاصيل المدرجة في إعلان الوظيفة بدقة. من المهم ألا يشعر الموظف الجديد أن الوظيفة الفعلية مختلفة عن الوظيفة التي تقدم لها، وإلا فإن النتيجة هي توظيف غير سعيد واحتمالات أكبر لعدم استمرار الموظف.

2. تكوين مسارات فعالة لتهيئة الموظف الجديد

من المحتمل أن يكون لدى منشأتك بالفعل مسار لتهيئة الموظفين الجدد، وأنظمة وإجراءات مختلفة تناسب حجم منشأتك. لذلك يتعين عليك أن تسلك طرقًا جديدة ومناسبة للعمل ضمن هذه المسارات. تأكد من أنه مهما كانت خطوات المسارات التي تستخدمها، فإنك تستفيد من تهيئة الموظفين الجدد لبناء تواصل شخصي بين المدير المباشر والموظف. إن إضفاء الطابع الشخصي على عملية التهيئة وإعطاء الاهتمام للموظفين الجدد هو أساس تجربة التهيئة الناجحة التي سيهتم بها موظفوك.

3. استخدام قوائم المتابعة Checklists

تساعد قوائم المتابعة في الحفاظ على اتساق عملية تهيئة موظفيك الجدد. يمكن لأخصائي الموارد البشرية أو مدير الموظف تحديد الخيارات ورقيًا أو رقميًا على مدار عملية تهيئة الموظفين الجدد، مما يوفر منهجية واضحة ويضمن اكتمال الخطوات اللازمة بشكل منظم. (يمكنك الاطلاع على نموذج من هذه القوائم في الرابط أعلاه).

4. ضمان الاتساق

إذا كان لدى فريق التهيئة أو المدراء قائمة متابعة ولكنهم لا يستخدمونها، فمن المحتمل أن يتم نسيان العناصر أو تفويتها، وستفتقر عملية الإعداد إلى المنهجية والاتساق. لذلك من المهم أن تقوم بعمل نموذج قائمة متابعة للتهيئة (أو استخدام أي نظام رقمي آخر يسهل تتبعه) وتأكد من أن جميع الأشخاص المسؤولين عن إعداد الموظفين الجدد يستخدمونه.  

5. التواصل

من الضروري التواصل بوضوح وبشكل متكرر مع الموظفين طوال عملية التهيئة. ويجب أن يبدأ ذلك من الوقت الذي ينتظر فيها المرشح إخطار القبول، ويستمر طوال السنة الأولى الكاملة من العمل. ضع توقعات واضحة من البداية، واهتم بمتابعة التقدم في عملية التهيئة، وتأكد من وجود آلية تواصل موظف جديد للذهاب إليه مع أي استفسارات أو مخاوف.

6.  استحضار ثقافة وقيم المنشأة

من المهم تضفير ثقافة المنشأة وقيمها في عملية التهيئة وما بعدها. زود الموظفين الجدد بفهم قوي وأمثلة لما تعنيه هذه القيم في منشأتك حتى يتمكنوا من تبنيها وتعزيز ثقافتك التنظيمية.

7. التقييم

عندما تتلقى تعليقات من موظفيك الجدد، يمكنك تحسين عملية التهيئة وتخصيصها لنقل ثقافة منشأتك الفريدة وقيمها ومهمتها. استخدم قياسات تهيئة الموظفين مثل معدل دوران الموظفين الجدد، والرضا عن التهيئة، ومعدل إكمال التدريب لتتبع فعالية التهيئة والكشف عن المشكلات، ومنع الفقد غير الضروري للموظفين الجدد.

ختامًا

من منظور صاحب العمل الكلاسيكي ربما يكون الموظف الجديد عبارة عن خانة جديدة في كشف الرواتب الشهري، في مقابل زيادة رقم جديد في مخزون الأيدي العاملة، رقم مبهم يمكن استبداله برقم آخر، وبمنتهى السهولة. غير أن الأمور لا تسير على هذا النحو حين تتمتع المنشآت بوعي كافٍ بالمشهد التنافسي داخل سوق العمل، وللتكلفة العالية لخسارة الموظفين المميزين، لتعمل بجدّ على ضمان أن تكون رحلة تهيئة الموظف الجديد جيدة وناجحة.

__________________________________________________

[1] مع مراعاة ما يسمح به قانون العمل من جواز تمديد فترة التجربة إلى 180 يوماً/ ستة أشهر.

[2] أهداف SMART: خمسة محددات أو مقاييس ينبغي مراعاتها عند تحديد الأهداف بشكل عام في أي سياق مهني، وهي أن تكون الأهداف: 1) محددة Specific، 2) قابلة للقياس Measurable، 3) قابلة للتحقيقAchievable، 4) واقعية Realistic، 5) ضمن الإطار الزمني Timely